«الخليج» - متابعات

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عبر تحقيقه أجرته وقامت بنشره الاثنين، عن تفاصيل خطيرة بشأن السوق الأوكرانية في مدينة قسطنطينوفكا بمقاطعة دونيتسك، والتي تعرضت لقصف مدمر راح ضحيته 15 شخصاً وأصيب أكثر من 30 آخرين، حيث أكدت الصحيفة أن الصاروخ الذي ضرب السوق أطلِق من حظيرة الدفاع الجوي الأوكراني.

وبحسب الصحيفة، فإن الهجوم الصاروخي الذي وقع في 6 سبتمبر/أيلول على قسطنطينوفكا في شرق أوكرانيا كان أحد أكثر الهجمات دموية في الحرب المستعرة من 19 شهراً، حيث أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 مدنياً وإصابة أكثر من 30 آخرين.

وأوضحت أن حمولة السلاح من الشظايا المعدنية أصابت مباشرة أحد الأسواق، ما أدى إلى ثقب النوافذ والجدران وإصابة بعض الضحايا بشكل لا يمكن التعرف إليه.

اتهامات زيلينسكي

وقالت الصحيفة الأمريكية: «بعد أقل من ساعتين، اتهم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي روسيا بهذا القصف، وحذت حذوه العديد من وسائل الإعلام».

وكان الرئيس الأوكراني قد أعلن وقتها، على شبكات التواصل الاجتماعي، أن 16 شخصاً، على الأقل، قتلوا، في قصف دموي شنته روسيا على سوق في قسطنطينوفكا بشرق أوكرانيا في منطقة دونيتسك، مشيراً إلى إصابة سوق ومتاجر وصيدلية. وأضاف: «للأسف عدد القتلى والجرحى قد يرتفع».

وذكرت أن الأدلة التي جمعتها وحللتها بما فيها شظايا الصاروخ وصور الأقمار الاصطناعية وروايات الشهود ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، «تشير بقوة إلى أن الضربة الكارثية نُفّذت بصاروخ دفاع جوي أوكراني أطلق من عربة «بوك» السوفيتية للدفاع الجوي، وكانت حادثاً مأساوياً».

منع الصحفيين

وأضافت: «حاولت السلطات الأوكرانية في البداية منع صحفيينا من الوصول إلى حطام الصاروخ ومنطقة التأثير في أعقاب الغارة مباشرة، لكن الصحفيين تمكّنوا في نهاية المطاف من الوصول إلى مكان الحادث ومقابلة الشهود وجمع بقايا السلاح المستخدم».

وأضافت «نيويورك تايمز»، أن مشاهد الكاميرا الأمنية تظهر أن الصاروخ أطلق باتجاه قسطنطينوفكا من الأراضي التي لا تزال تسيطر عليها أوكرانيا، وليس من الجانب الروسي، ومع سماع صوت الصاروخ المقترب، يبدو أن أربعة من المارة على الأقل يديرون رؤوسهم في الوقت نفسه نحو الصوت الصادر، وينظرون في اتجاه الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، وقبل لحظات من الضربة يظهر انعكاس صورة الصاروخ على سطح سيارتين متوقفتين، ما يُظهر أنه يتجه من الشمال الغربي قادماً من المناطق التي لا تزال تحت سيطرة كييف.

وقال متحدث باسم القوات الأوكرانية، إن جهاز الأمن في البلاد يحقق في الحادث، ولا يمكنه التعليق.

لماذا يضربون أنفسهم؟

ويقول خبراء الدفاع الجوي، إن الصواريخ مثل تلك التي ضربت السوق يمكن أن تخرج عن مسارها لعدة أسباب، بما في ذلك عطل إلكتروني أو تلف زعنفة التوجيه أو قطعها وقت الإطلاق.

وأشاروا إلى أن فشل الصاروخ المحتمل وسط المعارك ذهاباً وإياباً يُعد من الأمور الشائعة بسبب الضغط المتواصل على معدات الإطلاق، لذلك من الاحترافية في القتال أن تستخدم القوات المقاتلة مسار إطلاق آمناً بعيداً عن تكدسات المدنيين ولاسيما الأسواق.