جريدة الإتحاد - 5/13/2025 12:18:16 AM - GMT (+4 )

كلما جاء القيظ وارتفعت درجات الحرارة، يزدان البحر وينادي الماء عشاقه، كل الشواطئ الآن جميلة ورائعة.
لكل فصل خصوصيته ومواقع تفرده وجماله، مدن السواحل أكثر حميمية في هذه الفترة وفي هذا الفصل الذي يهرب فيه الناس إلى البحر، دائماً المدن المائية التي تقع على شاطئ وبحر أو مجرى نهر، هي مدن أكثر تحرراً من أشياء كثيرة، حيث إنها مدن الموانئ والمراسي، يأتيها الناس من كل أقطار العالم، تختلط فيها الثقافات والبشر، يندمج الجميع ويتعايشون بسلام.
تشتد الحرارة ويأتي هاجس الهروب من مدن الإسمنت إلى سواحلها وبحرها أو أماكن ومدن أخرى لكسر حدة هذا الفصل.
صديقي القديم البحار عبيد، في كل فصل يبدأ فيه هبوب رياح (الغربي) والتي تنشط هذه الأيام، وتأثيره على السواحل حيث يزدان البحر، يعيد طرح فكرته القديمة التي يكررها، حيث يحثني على مشاركته في رحلة بحرية مثل رحلات القدامى، أي أن تكون في (محمل) قارب خشبي، وبواسطة شراع مثلث ومعدات وأدوات قديمة تماماً، كما كان يعبر الآباء والأجداد بحر الإمارات وسواحلها، وأن تكون الرحلة إلى الياسات وسواحل أبوظبي، مروراً بمنطقة (غناظة) وجميع الخيران، وصولاً إلى الرويس وخور العديد.
فكرة لا أدري لماذا يعيد طرحها في هذا الفصل/ الموسم وبهذه الطريقة؟ ورغم أن الفكرة جميلة، لكنها صعبة التنفيذ في الواقع، وربما لا داعي لها في زمن التحول الكبير والإمكانيات الحديثة مع وجود الزوارق واليخوت، ولكن صديقي يدعم فكرته بأن الإحساس بالمكان ومصارعة الواقع والاقتراب أكثر من تلك الأماكن الجميلة ومعايشة واقع الحال، كما عاشه البحارة القدامى، هو الهدف، ثم الاقتراب من الأمكنة والتعرف عليها عن قرب هو الغاية.
أوافقه أن الفكرة جيدة وجميلة، ولكن علينا تأجيلها إلى أعوام قادمة، هكذا يكون ردي دائماً.
مضت أعوام وسنون ومازال يلاحقني صديقي بفكرته وخيالاته الجميلة، ولكنها صعبة، يأتي هبوب (الغريبي) الغربي وينتهي، وتشتد الحرارة، وتسقط فكرة صديقي المستحيلة الآن، ونظل على موعد قادم، ندير الفكرة ونحاورها، ولكن ليس كل الأمنيات والأحلام تتحقق، فقط جميل أن يظل الإنسان يحلم ويأمل في الجميل. وكم هو رائع أن تكون محباً ومتسامحاً في قبول فكرة ما أو رفضها.
تعلمنا الحياة أن بعض النفوس رائعة ومحبة حتى عندما ترفض أي فكرة، المهم أن تستمر الحياة بالأرواح المحبة للناس والجمال.
إقرأ المزيد