100 منظمة إغاثية وحقوقية تدعو للتحرك ضد انتشار المجاعة في غزة
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

(عواصم) وكالات

دعت أكثر من 100 منظمة إغاثية وحقوقية، أمس، الحكومات إلى اتخاذ إجراءات مع انتشار المجاعة في غزة، بما في ذلك المطالبة بوقف فوري ودائم للحرب، ورفع جميع القيود المفروضة على تدفق المساعدات الإنسانية.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس، من انتشار المجاعة في غزة، في وقت تدخل القطاع المحاصر والمدمّر شحنات غذاء «أقل بكثير مما هو مطلوب لبقاء السكان على قيد الحياة».  
وقال تيدروس للصحافيين، إنّ «جزءاً كبيراً من سكان غزة يتضوّرون جوعاً. لا أعرف ماذا يمكن تسمية الأمر غير مجاعة جماعية، وهي من صنع الإنسان».
وفي السياق ذاته أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أمس أنّ «خطر المجاعة» الذي يواجهه المدنيون في غزة بعد أكثر من 21 شهراً من الحرب، هو نتيجة للحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع.
وقال في بيان إنّ إعلان إسرائيل توسيع عملياتها البرية «يسرّع من تدهور الوضع الإنساني الذي يتّسم بسوء التغذية وخطر المجاعة. وهذا الوضع هو نتيجة الحصار الذي تفرضه إسرائيل».
وحذّرت المنظمات في بيان وقعته 111 منظمة، بما في ذلك «ميرسي كور»، و«المجلس النرويجي للاجئين»، ومنظمة «ريفوجيز إنترناشونال»، من انتشار المجاعة الجماعية في جميع أنحاء القطاع في الوقت الذي تتكدس فيه أطنان من المواد الغذائية والمياه النظيفة والإمدادات الطبية، وغيرها من المواد خارج غزة، مع منع المنظمات الإنسانية من الدخول، أو إيصال المساعدات.
وقالت المنظمات في بيانها: «في الوقت الذي يجوّع فيه الحصار الذي تفرضه إسرائيل، سكان غزة، ينضم عمال الإغاثة الآن إلى طوابير الغذاء نفسها، ويخاطرون بالتعرض للقصف لمجرد إطعام عائلاتهم، ومع نفاد الإمدادات الآن بالكامل، ترى المنظمات الإنسانية زملاءها وشركاءها وهم يذبلون أمام أعينها». 
وفي الأثناء أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس، تسجيل 10 وفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقالت الوزارة، في منشور على صفحتها بموقع فيسبوك، اليوم: «سجلت مستشفيات قطاع غزة 10 وفيات جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية».
وأشارت إلى ارتفاع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية في القطاع إلى 111 حالة وفاة.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس ويونيو الماضيين نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. 
وأوضحت أن المراكز الصحية والنقاط الطبية التابعة للأونروا أجرت في هذه الفترة ما يقرب من 74 ألف فحص للأطفال للكشف عن سوء التغذية، وحددت ما يقرب من 5500 حالة من سوء التغذية الحاد الشامل، وأكثر من 800 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم. 
ودعت المنظمات الحكومات إلى المطالبة برفع جميع القيود، وفتح جميع المعابر البرية، وضمان وصول المساعدات إلى كل أنحاء غزة، ورفض التوزيع الذي يتحكم به الجيش الإسرائيلي، واستعادة «استجابة إنسانية مبدئية بقيادة الأمم المتحدة».
وجاء في البيان: «يجب أن تسعى الدول إلى اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، مثل وقف نقل الأسلحة والذخيرة».
وشهدت غزة نفاد مخزونها من المواد الغذائية منذ أن قطعت إسرائيل جميع الإمدادات عن القطاع في مارس الماضي.
وقال المجلس النرويجي للاجئين، أمس، إن مخزونات المساعدات نفدت بالكامل في غزة، حيث يتضور بعض موظفيها الآن جوعاً، واتهمت المنظمة إسرائيل بشلّ عملها». 
وقال المجلس النرويجي للاجئين، إن مخزوناته من المساعدات استنفدت بالكامل في قطاع غزة، حيث يعاني بعض موظفيه حالياً الجوع، متهماً إسرائيل بعرقلة أنشطته.
وتتوافق تعليقات المجلس مع تصريحات أدلى بها المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، والذي قال، إن موظفي الوكالة يصابون بالإغماء أثناء تأدية واجبهم في قطاع غزة بسبب الجوع والإرهاق.
ويقول المجلس النرويجي للاجئين، إنه لم يتمكن منذ 145 يوماً من إدخال مئات الشاحنات التي تحتوي على الخيام والمياه والمواد الغذائية والتعليمية إلى غزة.
ونفت إسرائيل الاتهامات بأنها تمنع وصول المساعدات إلى غزة، واتهمت حركة «حماس» بسرقة المواد الغذائية، وهو ما تنفيه الحركة.
وقال يان إيجلاند، أمين عام المجلس: «هناك مئات من حمولات الشاحنات تقبع في المخازن أو في مصر أو في أماكن أخرى، وتكلف المانحين الأوروبيين الغربيين الكثير من الأموال، لكنها ممنوعة من الدخول.. ولهذا السبب نحن غاضبون جداً. لأن مهمتنا هي المساعدة».
وأضاف «إسرائيل لا تتعاون. يريدون فقط عرقلة عملنا».
ويعمل لدى المجلس النرويجي للاجئين في غزة 64 موظفاً فلسطينياً واثنان من الموظفين الدوليين.
واضطر المجلس يوم الأحد الماضي إلى نقل 33 من موظفيه من دير البلح بعد إنذارات إسرائيلية بإخلاء المنطقة.
وقال المجلس، إن إمدادات المياه الصالحة للشرب بدأت تنفد مع تراجع كمية الوقود المتوفر لتشغيل محطات تحلية المياه.
ووصلت المياه إلى 100 ألف شخص في الأجزاء الوسطى والشمالية من غزة في الأسابيع القليلة الماضية.



إقرأ المزيد