معاً لصناعة جيل واعٍ ومسؤول
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً متميزاً في مجال تنمية رأس المال البشري واستثماره على النحو الأمثل لبناء جيل واعٍ ومسؤول، وتبذل المؤسسات المعنية جهوداً متواصلةً لتطوير التعليم في مراحله المختلفة وتعزيز القيم الوطنية والاجتماعية في صفوف الشباب، من خلال العمل على تحديث المناهج الدراسية بشكل مستمر، وتوفير برامج تدريبية متنوعة.

وتعمل الإمارات على تمكين الشباب للاضطلاع بدورهم في بناء المستقبل، وتحرص بشكل بالغ على غرس قيم المسؤولية الاجتماعية والمواطنة الصالحة في نفوس الأجيال الجديدة، ليكونوا مساهمين فاعلين في تعزيز التنمية المستدامة وترسيخ المكانة المتميزة التي حققتها على الصعيدين الإقليمي والدولي. وفي إطار هذه الجهود، التي تنسجم مع رؤية «نحن الإمارات 2031»، و«مئوية الإمارات 2071»، نظّم المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي «الملتقى الصيفي 2025» تحت شعار «معاً لصناعة جيل واعٍ ومسؤول»، والذي شهد حضوراً لافتاً من قبل مختلف الفئات العمرية، للاستفادة من استثمار وقت العطلة الصيفية، والعمل على تعميق الشعور بالانتماء للهوية الوطنية وتنمية المهارات في مختلف الجوانب.

وقد خصص المركز هذا الملتقى التوعوي الحيوي لفئة الناشئة والمراهقين، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات التربوية. وبدأت أعمال الملتقى في 14 يوليو 2025، وتستمر حتى اليوم 24 يوليو 2025، وشملت مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تستهدف تعزيز الوعي الصحي والثقافي وغرس الاتجاهات الإيجابية لدى المشاركين، وتتضمن موضوعات رئيسة منها، العمل الجماعي وفن اتخاذ القرار، عبر برامج تدريبية وأنشطة تخصصية، فضلاً عن الزيارات الميدانية، حتى يتمكن المشاركون من اكتساب خبرات عملية وصقل مهاراتهم واكتشاف مواهبهم.

وكان المركز الوطني للتأهيل في أبوظبي قد نظم «الملتقى الصيفي 2024» للمرة الأولى، ليحقق العديد من النتائج الإيجابية، الأمر الذي شجع على تنظيم الدورة الثانية للملتقى هذا العام، وتحفيز المشاركة فيها من قبل الفئات المستهدفة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن المشاركين في هذه الدورة قد أعربوا عن تحقيقهم العديدَ من أوجه الاستفادة منها.

وفي الواقع، فإن هذا الملتقى يمثل إضافة نوعية مهمة لجهود ومبادرات عديدة تستهدف تطوير مهارات الأجيال المقبلة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، مبادرة «مدرسة الإمارات الوطنية»، وتهدف إلى تطوير مناهج تعليمية مبتكرة تركز على التفكير النقدي والابتكار، وتشجع الطلاب على الاستقلالية في التفكير واتخاذ القرارات، وبرنامج «المتفوقين»، وهو برنامج يهدف إلى اكتشاف ورعاية الطلاب الموهوبين في مختلف المجالات العلمية والفنية، وتوفير فرص تعليمية متميزة لهم في أرقى المؤسسات التعليمية، و«منتدى شباب الإمارات»، وهو منصة تفاعلية تجمع الشباب من مختلف أنحاء الدولة لتبادل الأفكار وطرح الحلول المبتكرة للقضايا الوطنية، مما يساهم في تطوير مهارات القيادة لدى الشباب.

وركز «الملتقى الصيفي 2025» الذي يندرج في سياق جهود دولة الإمارات لبناء جيل قادر على التعلم المستمر، على حزمة من القضايا المهمة، مثل مجال الذكاء الاصطناعي وتعزيز الهوية الوطنية، بهدف زيادة الوعي بتاريخ الإمارات وسجلها الحافل في مجال التنمية الشاملة وتعزيز قيم الولاء والانتماء، وهذه قضية بالغة الأهمية في ظل عالم معاصر تتداخل فيه الهويات وتتصارع فيه الثقافات، ويحمل العديد من مهددات الهوية الوطنية التي تُعدُّ الركيزة الأساسية لبناء الأوطان وضمان بقائها، والعنصر الجوهري في مواصلة تحقيق المزيد من المكتسبات في المجالات كافة.

تُجسد جهودُ دولة الإمارات ورؤيتُها الشاملة في مجال تأسيس جيل واعٍ ومسؤول، رؤيةً وطنيةً طموحةً تؤكد بشكل لا لبس فيه أن الإنسان هو الركيزة الأساسية لعملية التنمية المستدامة، ومن ثم تتواصل المبادرات الفاعلة في هذا المجال. كما يحظى تطوير منظومة التعليم بأولوية كبيرة. ومن خلال توفير بيئة محفزة للإبداع والتميّز، تسعى الإمارات إلى إعداد مواطنين قادرين على مواجهة تحديات المستقبل بثقة واقتدار، وتؤكد هذه الجهود أن الدولة تسير بخطى ثابتة نحو بناء مجتمع متقدم، يقوده جيلٌ واعٍ قادرٌ على أن يسهم بشكل فاعل في نهضة الوطن ورفعة مكانته عالمياً.

* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. 



إقرأ المزيد