جريدة الإتحاد - 7/24/2025 10:02:12 AM - GMT (+4 )

معتز الشامي (أبوظبي)
عادة ما يرحب معظم اللاعبين بفرصة تسليط الضوء على مسيرتهم عند انتقالهم من نادٍ إلى آخر، لكن بعضهم يلقي اللوم على جواو فيليكس لتجنبه هذا الاهتمام، عندما يغادر تشيلسي في فترة الانتقالات الصيفية، وكما هو الحال مع مسيرته الكروية بأكملها حتى الآن، كانت فترة المهاجم البرتغالي في «ستامفورد بريدج» حافلة بالإحباط والفشل.
ومرة أخرى، كافح فيليكس ليرقى إلى مستوى الضجة الإعلامية المحيطة به، أو حتى إلى قيمة الانتقال المرصودة له، ووفقاً لتقارير برتغالية، من المقرر أن يعود اللاعب الموهوب «25 عاماً» إلى بنفيكا في صفقة يدفع بموجبها النادي البرتغالي 20 مليون يورو، مقابل 50% من حقوق المهاجم.
وإذا دفع بنفيكا في النهاية مبلغ الـ40 مليون يورو بالكامل لجعل الصفقة دائمة، يصل إجمالي قيمة انتقالات فيليكس على مدار مسيرته إلى 236 مليون يورو، متجاوزاً عثمان ديمبلي «220 مليون يورو»، وخلف كريستيانو رونالدو «247 مليون يورو»، وروميلو لوكاكو «369 مليون يورو»، ونيمار «400 مليون يورو» فقط، في قائمة اللاعبين الأكثر إنفاقاً على صفقات الانتقال خلال مسيرتهم.
وفي الواقع، عندما نُقلّب صفحات مسيرة فيليكس، يُمكن أن نرى أنها كانت مسيرةً تهيمن عليها الانتقالات الكبيرة، وأن اللاعب يُكافح للارتقاء إلى مستوى أيٍّ منها، فعلى سبيل المثال، في عام 2019، استبدل المهاجم الشاب بنفيكا بأتلتيكو مدريد مقابل مبلغ فلكي قدره 127.2 مليون يورو، وهو ما يظل خامس أكبر مبلغ انتقال دُفع للاعب في تاريخ كرة القدم.
ومع ذلك، لم يرتقِ فيليكس إلى مستوى هذا المبلغ بأي حال من الأحوال، وكما يُمكن أن نرى في الجدول الزمني لقيمته السوقية، وبعد أن ارتفعت بسرعة إلى أعلى مستوى لها في مسيرته عند 100 مليون يورو، بدأت بعد ذلك في الانخفاض بشكل مطرد، حيث لم يُقدم أداؤه مع الفريق الإسباني ما يُشير إلى أنه يستحق كل هذه الضجة، وبحلول الوقت الذي غادر فيه فيليكس النادي للانضمام إلى تشيلسي على سبيل الإعارة في يناير 2023، انخفضت قيمته السوقية إلى النصف لتصل إلى 50 مليون يورو فقط. وكان من المُتوقع أن تستمر في الانخفاض.
وعلى الرغم من انتقاله المُعلن إلى برشلونة والذي وعد بإعادة النجم البرتغالي إلى الملاعب، إلا أن قيمته السوقية لم تُحسّن كثيراً، إذ استمرت في الانخفاض، وعندما استعد أتلتيكو مدريد أخيرا لبيع فيليكس في صيف 2024، انخفضت قيمته السوقية إلى 30 مليون يورو، ورغم أن المبلغ الذي دفعه تشيلسي لضم فيليكس كان أقل من نصف المبلغ الذي دفعه أتلتيكو مدريد قبل 5 سنوات، إلا أن هذا المبلغ لا يزال يُثقل كاهل المهاجم.
وكانت مشكلة فيليكس الأساسية عدم قدرته على تقديم أداء جيد في إسبانيا أو إنجلترا أو إيطاليا كما كان في البرتغال، ولعبت الإصابات دوراً في ذلك بالتأكيد، وأبعدت إصابات الكاحل المهاجم عن الملاعب لمعظم موسم 2019-2020، ثم مرة أخرى في موسم 2021/-2022، حيث غاب عن 20 مباراة، ومع ذلك، فإن هذا لا يُبرر حقيقة أن متوسط مساهمة المهاجم في الأهداف كان حوالي نصف ما حققه في موسمه الأخير مع بنفيكا في كل من المواسم الستة التالية.
لذا، ربما تكون العودة إلى بنفيكا خياراً منطقياً تماماً لفيليكس، ورغم المبالغ الباهظة التي أُنفقت لضمه، والمحاولات الحثيثة من 4 من أكبر أندية أوروبا، فشل المهاجم البرتغالي في تحقيق المستوى الذي وعد به، عندما غادر وطنه عام 2019، وربما في بنفيكا يمكن لفيليكس العودة إلى إبداعاته في كرة القدم البرتغالية مع النادي الذي حوّله إلى نجم عالمي.
إقرأ المزيد