جريدة الإتحاد - 10/18/2025 8:53:05 PM - GMT (+4 )

أحمد عاطف (القاهرة)
أنهت الأسواق المالية العالمية أسبوعاً متقلباً، وسط تباين في أداء الأسهم بين مكاسب محدودة في وول ستريت وخسائر في أوروبا وآسيا، في وقت يترقب فيه المستثمرون إشارات أكثر وضوحاً من البنوك المركزية بشأن مسار خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وعزّزت نتائج شركات التكنولوجيا الأميركية وتوقعات التوسع في استثمارات الذكاء الاصطناعي حالة التفاؤل في الأسواق الأميركية، بينما ضغطت المخاوف الائتمانية على البنوك الأوروبية والآسيوية، مما أعاد أجواء الحذر إلى الساحة المالية العالمية.
وول ستريت
سجّلت مؤشرات الأسهم الأميركية ارتفاعات متواضعة مع نهاية الأسبوع، بعد جلسات شديدة التذبذب تأثرت بإعلانات أرباح متباينة للبنوك.
وأغلق مؤشر S&P 500 مرتفعاً بنسبة 0.53% في آخر جلسات الأسبوع، بينما صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 0.52%، وأنهى ناسداك الأسبوع على ارتفاع 0.7% بدعم من أسهم التكنولوجيا الكبرى.
أما مؤشر راسل 2000، الذي يقيس أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة، فقد تراجع بنسبة 0.6% في آخر جلسات الأسبوع، مما يعكس استمرار الضغوط على القطاعات الأكثر حساسية لأسعار الفائدة.
وجاءت هذه التحركات على وقع اضطرابات متجددة في القطاع المصرفي الأميركي، بعدما كشفت بنوك إقليمية عن تسجيل خسائر بملايين الدولارات نتيجة تعثر عدد من القروض.
أسواق أوروبا
شهدت الأسواق الأوروبية أسبوعاً ضعيفاً نسبياً، إذ تراجعت الأسهم بشكل واسع يوم الجمعة الماضية لتبدد المكاسب التي تحققت في الأيام السابقة.
وانخفض مؤشر ستوك 600 الأوروبي بنحو 0.95% في نهاية الأسبوع، بينما فقد مؤشر فوتسي 100 البريطاني حوالي 0.86%، وتراجع دكس الألماني 1.8%.
ويرى محللون أن المخاوف الخاصة بانتقال العدوى الائتمانية من البنوك الأميركية إلى نظيراتها الأوروبية دفعت المستثمرين إلى تقليص تعرضهم للقطاع المصرفي، وسط تحذيرات من صندوق النقد الدولي بشأن احتمال تصحيح غير منظم في الأسواق العالمية إذا تدهورت جودة الأصول المالية.
الأسواق الآسيوية
انعكست المخاوف الائتمانية بسرعة على مؤشرات الأسهم في آسيا، إذ أغلق مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ متراجعاً بنحو 2.3%، فيما انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنحو 1.9%، ونيكاي الياباني خسر نحو 1.4% متأثراً بعمليات بيع واسعة في أسهم البنوك وشركات التصدير.
كما تزايد الضغط بفعل التوترات التجارية بين واشنطن وبكين بعد أنباء عن فرض تعريفات جديدة على بعض المنتجات الإلكترونية، مما زاد من المخاوف بشأن تباطؤ التجارة الآسيوية.
الذكاء الاصطناعي
استحوذ قطاع التكنولوجيا على النصيب الأكبر من الزخم الإيجابي، خاصة بعد إعلان Broadcom عن شراكة جديدة مع OpenAI، وتعزيز أوراكل استثماراتها في الذكاء الاصطناعي بشراكة كبرى مع AMD.
كما قدّمت Salesforce وOracle توقعات نمو طويلة الأجل متفائلة، مما دعم التفاؤل بمزيد من الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي المقابل، تعرضت أسهم الطاقة لضغوط واضحة مع تراجع أسعار النفط، بينما شهدت أسهم الشركات الدفاعية والسيارات بعض الارتدادات المحدودة.
خفض الفائدة
يترقب المستثمرون قرارات وبيانات خلال الأسبوع الحالي، حيث ارتفعت التوقعات بشأن احتمال قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، وذلك بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، الذي أوضح أن الاقتصاد لا يزال يحتاج إلى خفض أسعار الفائدة.
كما أكد محافظ البنك المركزي، كريستوفر والر، أنه يدعم خفضاً بنحو 25 نقطة أساس في اجتماع لجنة السوق المفتوحة المقبل، بسبب ضعف سوق التوظيف.
ورغم استمرار تأثير الإغلاق الحكومي في أميركا على إصدار البيانات الاقتصادية، فإنه من المنتظر صدور بعض البيانات عن إدارة معلومات الطاقة ومؤشر أسعار المستهلك في أميركا.
وتتابع الأسواق المالية التصعيد التجاري بين أميركا والصين، بعد الإعلان عن زيادة إضافية بنسبة 100% في الرسوم الجمركية على الصين اعتباراً من نوفمبر المقبل، بعدما صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن معدلات الرسوم الجمركية المرتفعة غير مستدامة، مما أعطى بعض الآمال، إما في إمكانية خفض التصعيد، أو ربما تمديد فترة تعليق الرسوم الجمركية.
إقرأ المزيد