عيد الاتحاد.. إنجازات تترسخ
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

كان العام 1971 تاريخ ميلاد دولة عربية جديدة في تجربة وحدوية كُتب لها النجاح والاستمرار على طريق التنمية والتطور بفضل من الله، عز وجل، ثم بالعزيمة والرؤية الاستشرافية الشاملة للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومعه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وبجانب إخوانهما الشيوخ حكام الإمارات وقتذاك. 
 وقد ترسخت تجربة الاتحاد لتضع بصماتِها في العديد من المجالات، بفضل النية الصادقة للآباء المؤسسين وإيمانهم القوي بقدرة أبناء الوطن على بناء الدولة الوليدة وتقوية أركانها. ولذا كان ولا يزال العامل المؤثر في تطور وازدهار دولة الإمارات هو رؤية قادتها وسواعد أبنائها المواطنين الذين يحملون رايةَ الوطن خفاقةً في مناحي الحياة كافة.
وهذه الأيام تحتفل الدولة بعيد الاتحاد في الذكرى الرابعة والخمسين لتأسيسها، في ظل إنجازات ستظل خالدةً وشاهدةً على قوة الاتحاد ورسوخ أركانه. ولعل من أبرز هذه الإنجازات بناء اقتصاد قوي متنوع لا يعتمد فقط على إنتاج النفط والغاز، بجانب البنية التحتية القوية والحديثة، فضلاً عن جذب الاستثمارات الضخمة، وتأمين البيئة الآمنة للأعمال والاستثمار، وتوفير الرعاية الصحية بأنواعها كافة، والريادة في مجال الدبلوماسية الناعمة، ودعم العمل الإنساني والمشاريع الخيرية. أضف إلى ذلك الإنجازات العلمية والتكنولوجية في قطاع الفضاء، وخاصة بناء الأقمار الاصطناعية، وإطلاق مسبار «الأمل» نحو كوكب المريخ، الأمر الذي جعل الإمارات خامس دولة تصل إلى سطح الكوكب الأحمر.
 وتستمر هذه الإنجازات وتقف شامخةً بفضل وجود نظام قوي ومرن يحميها من الأزمات والكوارث. وهنا يبرز نجاح الدولة في إنشاء منظومة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وهي الأولى على مستوى المنطقة العربية، وقد نجحت في مواجهة مختلف الأزمات، سواء الطبيعية أو التي من صنع البشر، ومن أبرز تلك الأزمات جائحة كورونا التي عصفت بالعالم أواخر عام 2019. ولقد أثبتت تلك المنظومة قوةَ التناغم والتنسيق والاستعداد المسبق لمواجهة الأزمات بين الجهات كافة، على المستوى المحلي والوطني، في الوقت الذي عجزت فيه العديد من الدول المركزية الأكبر والأقدم عن مواجهة الجائحة. 
ويبقى العنصر المشترك والأبرز بين منجزات الدولة كافة، ألا وهو المواطن الإماراتي الذي وضعت القيادة ثقتَها فيه منذ قيام الاتحاد. فمنذ اليوم الأول أتاحت دولة الإمارات لمواطنيها كافة الفرص للتعلم والتطور وامتلاك المهارات والخبرات الضرورية للمساهمة في بناء الوطن. وقد قامت الدولة بتوفير بيئة تعليمية خصبة منذ المراحل الأولى للتعليم العام وإلى مرحلة التعليم الجامعي، والذي شهد تأسيس جامعات وطنية قوية، إلى جانب استقطاب أبرز الجامعات العالمية التي بادرت بإنشاء فروع لها في الدولة. 
وعلى الصعيد الخارجي، قامت الدولة بتوفير نظام الابتعاث إلى أفضل وأقوى الجامعات في العديد من دول العالم. والهدف من التركيز على التعليم دوماً هو بناء أجيال من المواطنين متسلحين بالعلم والوعي والمهارات يساهمون في بناء وتطوير الوطن من خلال محاور الاستراتيجية طويلة المدى «مئوية الإمارات 2071». 
 وقد تحقق هذه المكاسب كلها في ظل حكومة تستشرف المستقبل، واقتصاد متنوع وقائم على المعرفة، ومجتمع متماسك وآمن، وتعليم يركز على المستقبل. هذه هي الإمارات منذ تأسيسها: دولة تمضي قدماً نحو المستقبل من خلال حاضر قوي متماسك بسواعد أبنائها. 
*باحث إماراتي



إقرأ المزيد