جريدة الإتحاد - 12/18/2025 3:03:30 PM - GMT (+4 )
اختتمت أعمال المؤتمر الدولي الثالث للفلسفة «المعتقد والعلم والمعقولية»، الذي نظمته جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بالتعاون مع المعهد الفرنسي للإسلاميات، خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر في مقر جامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة نخبة من الفلاسفة والمفكرين والأكاديميين والباحثين. ويهدف المؤتمر، الذي يعد أول مؤتمر فلسفي عربي فرنسي تستضيفه جامعة السوربون العريقة في باريس، إلى بحث علاقة المعتقد بالعلم والمعقولية، من خلال استعراض سبل تفاعل المعتقدات والفلسفات مع مناهج العلوم الطبيعية والإنسانية، وما تطرحه من نقاط التلاقي أو التعارض بين الإيمان والمعرفة العلمية. وافتتحت أعمال المؤتمر بكلمة رئيسة لوزير التعليم العالي والبحث والفضاء في الجمهورية الفرنسية، ألقاها بالنيابة عنه الأستاذ الدكتور كلوديو غلديريزي، رئيس المعهد الفرنسي للدراسات الإسلامية، رحب خلالها بالتعاون المثمر بين المؤسسات التعليمية في الإمارات وفرنسا، والذي نتج عنه تنظيم هذا المؤتمر العلمي المشترك، ودعا إلى تكثيف الجهود للانفتاح بشكل أكبر ومستمر على طرح الإشكالات المعاصرة التي تشغل العقل الإنساني المعاصر. تلا ذلك كلمة معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والتي أكد خلالها أن هذا المؤتمر يطمح إلى تأسيس فلسفة تساندية تكاملية، تعيد للعقل مكانته، وللوحي مرجعيته، وللإنسان توازنه الروحي والقيمي في عالمٍ متغير. كما أكد أهمية مواضيعه العلمية في فتح أفق تجديد خطاب المعتقد، من خلال تطوير أساليب البرهنة وطرائق العرض، والاستفادة الواعية من منجزات الفلسفة والعلوم الطبيعية، دون إخلال بثوابت الوحي أو مقتضيات العقل السليم. من جانبه، أكد سعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، خلال محاضرته الافتتاحية في المؤتمر، أن المقام العلمي رفيع المستوى الذي يحتضنه هذا اللقاء الفكري يستدعي إلى الذاكرة لقاءات فكرية شهدتها باريس، مدينة الأنوار، حيث تلاقت مسارات فلسفية مختلفة لتعزيز الحوار الحضاري، حولت باريس إلى فضاء جامع للعلماء والطلاب القادمين من آفاق متعددة، لتكون حلقة وصل رئيسة في السلسلة المعرفية الممتدة من اليونان إلى العالم الإسلامي ثم إلى أوروبا اللاتينية، لتحقق نقلة نوعية في مجالات المنطق ونظرية المعرفة، ما أسس لوعي جديد بقيمة السؤال الفلسفي. وأضاف أن هذا المؤتمر المرموق حول المعتقد والعلم والمعقولية، يقدّم نظرة عامة تتناول طبيعة العلاقة بين هذه الحقول، وإشكالياتها الكبرى، ومسارها التاريخي، في ظل استدعاء متكرر للعلاقة بين العلم والمعتقد في الوعي الإنساني. وانطلقت بعد الكلمات الرئيسة أعمال المؤتمر العلمي الذي استضافته قاعات جامعة السوربون الفرنسية العريقة على مدار ثلاثة أيام بمشاركة نخبة علمية تمثل جامعات ومراكز بحثية دولية مختلفة، لمناقشة القضايا الشائكة التي تثيرها إشكالية علاقة المعتقد بالعلم والمعقولية. وتمحورت الجلسات العلمية والأوراق البحثية حول العديد من المواضيع التاريخية والمعاصرة التي تشغل الباحثين والمفكرين. وجاء تنظيم هذا المؤتمر في إطار حرص جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية على تعزيز رسالتها الثقافية والعلمية، والإسهام في خدمة الفلسفة والمعرفة بمختلف مجالاتها، إلى جانب رسالتها الأكاديمية والبحثية، وتعزيز شراكاتها مع المؤسسات والهيئات المعنية بقضايا الفلسفة، محلياً ودولياً.
إقرأ المزيد


