جريدة الإتحاد - 6/23/2025 1:11:33 AM - GMT (+4 )

«المواجهات العسكرية لا تحلّ الصراعات، بل تطيل أمد الأزمات وتزيدها تعقيداً».. قاعدة تنطلق منها الجهود الحثيثة التي تقوم بها دولة الإمارات لتهدئة الأوضاع وخفض التصعيد، على خلفية العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران.
حراك دبلوماسي متواصل، واتصالات إماراتية مستمرة، وعلى أعلى مستوى، مدفوعة بنظرة عميقة، وهدف أوحد، وهو إيجاد مقاربة دبلوماسية تقود الطرفين إلى التهدئة، ومن ثمّ إنهاء هذه المواجهة، قبل أن تنزلق إلى ما هو أبعد من ذلك، وتخرج الأمور عن نطاق السيطرة.
تتواصل جهودنا، لنقول: إن التاريخ والواقع شاهدان على أنّ الحرب لم تصنع حلّاً، وأن تغليب الدبلوماسية والحوار الحل الأمثل لأي أزمة، مهما كان حجمها، بينما التصعيد والمواجهة يعنيان حقيقة واحدة، وهي أن الجميع خاسر.
ينشط حراكنا الدبلوماسي حاملاً معه رسالة، مفادها: أن الإمارات كانت وستبقى وستظل داعية سلام، وبأنها لم ولن تكون طرفاً في أي صراع، وبأنه لا حلّ للأزمات دون إرادة سياسية ووساطة فاعلة.
في الوقت ذاته، تكثّف بلادنا جهودها معلّقة الجرس، لتضميد الجروح التي خلفتها الصراعات في هذه المنطقة، التي أدمى فيها الإنسان، وصار نهباً لأخطاء الماضي والحاضر، وللغارات الجوية، والصواريخ، وديناميكيات الحروب التي تزداد ضراوتها في مواجهات عسكرية خطيرة ومتهورة.
هذه رؤيتنا، وذاك نهجنا، وتلك سياستنا، التي نراها ضرورة لحاضر ومستقبل بلادنا والمنطقة، انطلاقاً من مسؤوليتنا التاريخية كدولة فاعلة وواعية، ورؤيتنا الاستراتيجية لعالم مستقر وآمن، يتمسك بالقانون الدولي، ويؤمن بأن الحوار هو السبيل الوحيد لضمان أمن الشعوب والدول.
ورغم احتدام الأزمة، إلا أننا متفائلون بأن تنجح جهود الإمارات، وغيرها من محبّي السلام في العالم، في حلحلة مباشرة للوضع بمنطقتنا التي أرهقتها الصراعات ولا تتحمّل المزيد من التوترات والمواجهات، وهي أحوج ما تكون اليوم إلى التلاقي لا الصراع، وإلى الحكمة وإدراك العواقب وليس المواجهة.
بقي القول: إن على الجميع أن يعلم أن مكاسب السلام لا يمكن أبداً أن تُقارن بأي حال بخسائر الصراع، وأن الحكمة وضبط النفس هما السبيل لتجنب الاقتتال.
إقرأ المزيد