جريدة الإتحاد - 6/23/2025 1:27:29 AM - GMT (+4 )

عواصم (وكالات)
أعلن وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، أمس، أن الضربات العسكرية الأميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية حققت نجاحاً مذهلاً، واستغرق التخطيط لها شهوراً وأسابيع.
وأضاف هيغسيث أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الحرب، مشيراً إلى أن الضربات لم تستهدف قوات أو مواطنين إيرانيين، لكنها قضت على طموحات إيران النووية.
وقال هيغسيث «العملية التي خطط لها الرئيس ترامب جريئة ورائعة»، معلناً أن الضربات الأميركية على مواقع إيرانية خلال الليل دمرت برنامج طهران النووي، كما أشار إلى أن الرئيس دونالد ترامب يسعى لإحلال «السلام».
وأكد هيغسيث، خلال مؤتمر صحافي في «البنتاجون»: «دمرنا البرنامج النووي الإيراني»، مضيفاً أن ترامب يسعى إلى السلام وعلى إيران سلوك هذا الطريق، محذراً: «أي رد إيراني سيقابل بقوة أكبر من الضربة الأخيرة».
وصرح نائب الرئيس الأميركي جيه.دي فانس بأن واشنطن ليست في حالة حرب مع إيران، بل مع برنامجها النووي الذي أعيد للوراء سنوات طويلة بسبب التدخل الأميركي.
وبعد الأضرار التي شوهدت عبر صور الأقمار الصناعية عقب سقوط قنابل أميركية خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل على الجبل فوق موقع فوردو النووي الإيراني، تعهدت طهران بالدفاع عن نفسها مهما كلفها الأمر، وأطلقت وابلاً آخر من الصواريخ على إسرائيل، مما أسفر عن إصابة العشرات وتدمير مبانٍ في تل أبيب.
لكن ربما في محاولة لتجنب حرب شاملة مع الولايات المتحدة، لم تُنفذ طهران بعد تهديداتها باستهداف القواعد الأميركية أو عرقلة إمدادات النفط العالمية.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الإيراني بأن الهجوم الأميركي لم يسفر عن أي قتلى.
ونقلت وكالة مهر للأنباء الإيرانية عن بير حسين كوليوند، رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني قوله إن 11 شخصاً أصيبوا في الضربات التي استهدفت المنشآت النووية في أصفهان ونطنز وفوردو، مضيفاً أنه تم نقل أربعة منهم إلى المستشفى.
وفي تصريحات أدلى بها من إسطنبول، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن طهران تدرس خياراتها للرد، ولن تفكر في اللجوء إلى الدبلوماسية إلا بعد تنفيذ ردها، مضيفاً
«أظهرت الولايات المتحدة عدم احترامها للقانون الدولي، إنها لا تفهم إلا لغة التهديد والقوة».
وأعلن ترامب عن الضربات الجوية في كلمة بثها التلفزيون، ووصفها بأنها «نجاح عسكري مذهل». وقال: «لقد دُمرت منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران تدميراً كاملاً وشاملاً، على إيران أن تصنع السلام الآن. وإلا، فستكون الهجمات المستقبلية أشد وأسهل بكثير».
ومع ذلك، أكدت الإدارة الأميركية أنه لم يُصدر أي أمر بشن حرب أوسع نطاقاً للإطاحة بالنظام الإيراني.
وفي خطوة نحو ما يعتبر على نطاق واسع أكبر تهديد إيراني لمصالح الغرب، وافق البرلمان الإيراني على إغلاق مضيق هرمز.
وحذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، إيران أمس من الرد على الضربات الأميركية، قائلاً إن مثل هذا الإجراء سيكون «أسوأ خطأ ترتكبه على الإطلاق».
وقال روبيو لقناة سي.بي.إس الأميركية «لدينا أهداف أخرى يمكننا ضربها، لكننا حققنا هدفنا»، وأضاف لاحقاً «لا توجد عمليات عسكرية مزمعة حالياً ضد إيران إلا إذا تحركوا ضدنا».
وطالما أكدت إسرائيل، التي بدأت الحرب بهجوم مفاجئ في 13 يونيو، أن هدفها هو تدمير البرنامج النووي الإيراني، لكن الولايات المتحدة وحدها هي من تمتلك القنابل الضخمة التي تزن 30 ألف رطل وقاذفات بي.2 العملاقة المصممة لتدمير أهداف، مثل منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية الأكثر أهمية في فوردو، والمبنية أسفل جبل. وأظهرت صور الأقمار الصناعية، بعض الأضرار على ما يبدو في الجبل أعلى الموقع وفي المداخل القريبة.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها لم ترصد أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع بعد الضربات الأميركية. وصرح مصدر إيراني رفيع المستوى بأن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو قد نُقل إلى مكان آخر قبل الهجوم.
وبينما يبدو واضحاً أن الغارات الجوية الأميركية أصابت موقع فوردو، فإنه لم يتسن بعد تقييم الأضرار التي لحقت به تحت الأرض، بحسب ما قال المدير العام للوكالة رافائيل جروسي لشبكة سي.إن.إن الأميركية.
40 صاروخاً
وبعد ساعات من استهداف الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية إيرانية، أطلقت إيران أكثر من 40 صاروخاً باتجاه إسرائيل، أمس، مما أسفر عن إصابة 23 شخصاً وتدمير مبانٍ سكنية ومنازل في ثلاث مدن. وفي أحد مواقع سقوط الصواريخ في تل أبيب، أدى الانفجار إلى اقتلاع واجهة مبنى سكني متعدد الطوابق، وتسبب في إلحاق أضرار بعدة مبانٍ أخرى ضمن دائرة قطرها مئات الأمتار. لكن لم يصب سوى عدد قليل من الأشخاص؛ نظراً لإجلاء عدد كبير من السكان مسبقاً، ولجوء آخرين إلى الملاجئ.
وأعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي بعد إغلاق دام لساعات بسبب الهجمات الأميركية على المنشآت النووية في إيران. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلاً عن وزارة النقل، أن الإقلاع والهبوط في مطار بن جوريون قرب تل أبيب سمح بهما مجدداً.
إقرأ المزيد