الإمارات اليوم - 8/16/2025 12:07:47 AM - GMT (+4 )

نعت أوساط سياسية وإنسانية وثقافية عالمية، الرئيس الـ15 لمدرسة أوراسينكيه لتعليم تقاليد الشاي الياباني، الدكتور سن جنشيتسو.
وحظي جنشيتسو - الذي نعاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أول من أمس - خلال حياته بمكانة رفيعة ليس في اليابان فحسب، لكن في مختلف دول العالم، حيث قضى حياته في تحويل فنجان الشاي إلى رمز للسلام العالمي.
وكانت مدرسة أوراسينكيه لتعليم تقاليد الشاي في اليابان قد أعلنت وفاة المعلم الياباني الشهير الدكتور سن جنشيتسو، الرئيس الـ15 للمدرسة، أحد أبرز رموز فن الشاي التقليدي وسفير السلام العالمي من خلال هذا الفن، عن عمر ناهز 102 عام، وخلال مسيرته اشتهر بتقديمه الشاي التقليدي الياباني (سادو) إلى قادة وملوك العالم، مؤسساً لفلسفة «السلام من خلال كوب شاي»، وهو ما جعله رمزاً للتعارف بين الحضارات والثقافات، ونموذجاً للاعتزاز بالتراث والحفاظ عليه للأجيال المقبلة، من خلال طقوسه في تحضير الشاي التقليدي الياباني، وقام بدور مهم في تعزيز التفاعل الثقافي بين الإمارات واليابان، من خلال تعريف الشعب الإماراتي بالتقاليد اليابانية العريقة.
وذكرت «وكالة كيودو اليابانية للأنباء» أن جنشيتسو كان يشغل سابقاً منصب المعلم الأكبر لمدرسة «أوراسينكيه»، إحدى أبرز ثلاث مدارس لفن الشاي الياباني، وقضى حياته متنقلاً بين أكثر من 60 دولة، لنشر رسالته المتمثلة في «السلام من خلال فنجان شاي». وفي شبابه، جُنّد كطيار في البحرية الإمبراطورية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أنه لم يشارك في أي مهمة بسبب انتهاء الحرب.
وولد سن جنشيتسو في عام 1923 في عائلة أوراسينكيه في كيوتو، التي تعود جذورها إلى المعلم التاريخي سن نو ريكيو (1522–1591)، الذي يُنسب إليه تأسيس أسلوب «وابي» في فن الشاي. وبعد الحرب، سافر جنشيتسو إلى الولايات المتحدة عام 1951، لنشر فن الشاي، وأصبح المعلم الـ15 لمدرسة أوراسينكيه في عام 1964، وبقي في المنصب حتى عام 2002. وقدّم الشاي لكبار الشخصيات اليابانية والزعماء الدوليين، من بينهم الملكة إليزابيث الثانية، والبابا يوحنا بولس الثاني، والرئيس الأميركي جورج بوش الابن.
كما ألقى جنشيتسو محاضرات في جامعات مثل جامعة هاواي، والتقى الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ، ما أدى إلى تأسيس مؤسسة تعليمية لفن الشاي في الصين. وفي الفاتيكان، قدّم طقوس الشاي أمام البابا، ما يرمز إلى حوار ثقافي وإنساني عالمي.
وعلى مدار حياته، أقام المعلم الراحل أكثر من 300 حفل شاي في 70 دولة، للترويج لفن «سادو»، ناشراً رسالته المناهضة للحروب عبر العالم. وفي عام 2011، قدّم الشاي في النصب التذكاري لسفينة «يو إس إس أريزونا» في هونولولو، هاواي، تكريماً لأرواح ضحايا الهجوم الياباني على بيرل هاربور في 7 ديسمبر 1941. ورغم تقاعده الرسمي، واصل جنشيتسو جهوده لنشر السلام عبر «طريق الشاي»، وشغل مناصب بارزة، منها سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، وعمل مساعداً خاصاً لوزير الخارجية الياباني.
وتكريماً لجهوده، حصل على العديد من التكريمات، منها وسام الثقافة من الحكومة اليابانية عام 1997، كأول شخصية من عالم الشاي تنال هذا التكريم، ونال أيضاً وسام «جوقة الشرف» برتبة قائد من فرنسا عام 2020.
الإرث الكبير الذي رعاه الدكتور سن جنشيتسو كان أحد أبرز جسور التواصل الحضاري والثقافي بين الإمارات واليابان، ففي ديسمبر عام 2009، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بافتتاح كوخ الشاي الياباني «يوين» في أبوظبي بفندق قصر الإمارات. وقام يرافقه الدكتور هوأنساي جنشيتسو سن (المعلم الكبير) رئيس برنامج أوراسينكي بافتتاح كوخ الشاي الياباني في أبوظبي في ذلك الوقت.
ومن التقاليد اليابانية أن تتم تسمية كوخ الشاي الياباني، حيث قام سموه والدكتور هوأنساي جنشيتسو سن بإطلاق اسم «الواحة الخضراء» على كوخ الشاي الياباني، وذلك تخليداً لحب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، للمساحات الخضراء والزراعة. وقد مَنح المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسام الاستقلال من الطبقة الأولى للدكتور جنشيتسو.
وتعدّ المراسم التقليدية لتحضير وتقديم الشاي من مظاهر التفاعل والتبادل الروحي بين البشر، أي بين صاحب البيت والضيوف، حيث الاستغراق بكامل الحواس في إيجاد مناسبة الهدف منها تحقيق الاستمتاع الجمالي والفكري والجسدي وصفاء الذهن للضيوف، مع الشعور بالسلام ليتحول العالم من حولك إلى مكان للسعادة الحقيقية.
. سن جنشيتسو قام بدور مهم في تعزيز التفاعل الثقافي بين الإمارات واليابان، من خلال تعريف الشعب الإماراتي بالتقاليد اليابانية العريقة.
. تعدّ المراسم التقليدية لتحضير وتقديم الشاي من مظاهر التفاعل والتبادل الروحي بين البشر، أي بين صاحب البيت والضيوف، حيث الاستغراق بكامل الحواس.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
إقرأ المزيد