جريدة الإتحاد - 9/15/2025 9:20:54 PM - GMT (+4 )

الشارقة (الاتحاد)
تستعد إمارة الشارقة لاستقبال دورة جديدة من الإبداع والفن مع عودة مهرجان «تنوير» في نسخته الثانية، ليحوّل صحراء مليحة الآسرة إلى مسرح نابض بالموسيقى والفنون والتواصل الإنساني، خلال أيام 21 و22 و23 نوفمبر 2025.
بعد النجاح اللافت الذي حققته الدورة الأولى، يكشف المهرجان لهذا العام عن مجموعة من الفنانين والمبدعين الذين سيضيئون سماء الحدث بعروض استثنائية، من بينهم الفنانة العالمية التونسية آمال مثلوثي التي ستختتم المهرجان بليلة استثنائية، إلى جانب أسماء مرموقة أخرى، لتَعِد هذه النسخة برحلة ثقافية ملهمة تمزج بين الإبداع العالمي وسحر الطبيعة في الشارقة.
تنطلق دورة هذا العام تحت شعار «ما تبحث عنه... يبحث عنك»، المستوحى من مقولة شهيرة للشاعر جلال الدين الرومي، حيث يدعو المهرجان جمهوره إلى خوض تجربة غامرة من الثقافة والتراث، من خلال حفلات موسيقية تحت أضواء النجوم، وورش عمل ملهمة، وأعمال فنية تفاعلية، إلى جانب الفعاليات التي تحتفي بالموروث الشعبي والتقاليد الأصيلة على مدار ثلاثة أيام، ليُجسّد مهرجان «تنوير» بذلك روح التبادل الثقافي، وقيم الاستدامة، والتغيير المجتمعي.
عروض عالمية
يحتضن المهرجان مزيجاً متنوعاً من المواهب الإقليمية والعالمية عبر منصات فنية صُممت بعناية، مثل «القبة»، و«شجرة الحياة»، و«السوق»، و«المسرح الرئيسي»، وقد جرى ابتكار هذه المساحات لتجمع بين عناصر الطبيعة وروح الإبداع، بحيث تتحوّل كل منصة إلى تجربة حسية متكاملة تدعو الجمهور إلى التفاعل والانغماس في أجواء فنية نابضة.
وفي اليوم الافتتاحي للمهرجان، ستقدّم الفنانة الإماراتية، الموهوبة في فن الخزف، إيمان الشامسي في «القبة»، جماليات الطين في حوار نابض بالحياة يجمع بين الأصالة والحداثة. أما في 23 نوفمبر، فسيقدم مستر كان (Master Can)، أحد ممثلي الجيل الرابع والثلاثين من معلمي شاولين، وهو تسلسل تاريخي يتناقل فنون القوة والحكمة عبر أجيال متعاقبة، عرضاً مدهشاً في فن «التاي تشي» يمزج فيه القوة الحركية بعمق الحكمة الروحية.
وعلى منصة «شجرة الحياة»، سيكون الجمهور على موعد مع الفرقة المغربية الأسطورية «ناس الغيوان»، التي لُقبت بـ«رولينغ ستونز أفريقيا» لما أحدثته من تأثير عالمي في الموسيقى. كما يطلّ في اليوم الثالث ليو روخاس، عازف ناي «البان» المبدع من الإكوادور، بعزف يفيض بأصالة التراث الأنديزي، ترافقه إبداعات الفنان التشكيلي جينس أرتشنتي القادم من بيرو.
تحول إيجابي
أما في منطقة «السوق»، فسيشهد اليوم الثاني إبداع الموسيقية حنان حلواني، عازفة آلة البزق التي أسرت الأذن العربية والعالمية بمزجها الفريد بين الألحان الشرقية والغربية. وفي اليوم الثالث، ستقدّم دلال، المدرّبة في مجالات العافية والوعي الحياتي، حديثاً مُلهماً يسلّط الضوء على التحوّل الإيجابي والسلام الداخلي. وعلى «المسرح الرئيسي»، ستأخذ فرقة «ميراز» الكردية، التي تحمل إرثاً موسيقياً غنياً يُجسّد الهوية الثقافية الكردية وبلاد ما بين النهرين، الجمهور في رحلة فنية مميّزة تحتفي بجماليات الموسيقى الأصيلة.
وتتألق في ختام المهرجان الفنانة التونسية آمال مثلوثي، التي حصدت اعترافاً عالمياً باعتبارها صوتاً للتمكين والصمود، فقد شكّلت أعمالها، بما تحمله من جرأة فنية ورسالة إنسانية، مصدر إلهام للجماهير حول العالم.
تجربة لا تُنسى
سيكون «سوق تنوير» محطة نابضة بالحياة داخل المهرجان، حيث يلتقي الزوار بالحرفيين المحليين ويكتشفون إبداعاتهم في المنسوجات، والأكسسوارات، والمنتجات المصنوعة يدوياً، حيث يضم المهرجان مجسمات وأعمالاً تركيبة فنية، لتضيف أبعاداً بصرية جديدة إلى المشهد الطبيعي، وستدمج المعروضات بين المواد التقليدية والعناصر المعاصرة، لتمنح الزوار تجربة جمالية مختلفة.
ولعشاق الطبيعة والمغامرات، يوفّر المهرجان مجموعة متنوعة من خيارات الإقامة، مثل التخييم تحت النجوم والاستمتاع بالنزل والمنتجعات الصحراوية الفاخرة، كما يقدّم المهرجان 9 أنشطة مميّزة تشمل جولات إرشادية في موقع الفاية، الذي أُدرج مؤخراً ضمن التراث العالمي لـ«اليونسكو»، والمواقع الأثرية في مليحة، والمشي في الطبيعة، وزيارة «مركز مليحة للآثار»، إضافة إلى جلسات مراقبة النجوم، وركوب الخيل، ورحلات سفاري بين صخور الأحافير، وجولات ممتعة بمركبة «يونيموج»، وتهدف هذه الأنشطة إلى تعزيز ارتباط الزوار بالبيئة الطبيعية والتراث التاريخي للمنطقة، ما يضيف بُعداً جديداً لتجربتهم في المهرجان.
إقرأ المزيد