تحدث الكثيرون حول مشكلة انبعاثات الكربون التي يعاني منها كوكب الأرض، لما تمثله من خطورة كبيرة. وبالمقابل نقول، إن التغير المناخي هو أحد أكبر التحديات التي تواجه كوكب الأرض في القرن الحادي والعشرين. ومن أخطر مظاهر هذا التغير هو انبعاثات الكربون الأسود، التي تسبب تلوثاً كبيراً للهواء وتؤثر على الصحة العامة.

في هذا المقال، سنناقش مشكلة انبعاثات الكربون الأسود والآثار السلبية الناشئة عنها، بالإضافة إلى الجهود الدولية للحد من هذا التلوث. ذلك الكربون الأسود هو نوع من الجسيمات الدقيقة التي تنتج عن احتراق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز. ويمكن أن تنتج هذه الجسيمات عن احتراق الوقود في محركات السيارات والشاحنات، أو عن احتراق الفحم في محطات توليد الطاقة. وللكربون الأسود آثار سلبية خطيرة على الصحة العامة والبيئة، فاستنشاق جسيماته الدقيقة يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة، مثل: أمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز التنفسي وأنواع من السرطانات على رأسها سرطان الرئة. 
وتنتج انبعاثات الكربون الأسود عن احتراق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والغاز، ويمكن أن تَنتج أيضاً عن احتراق المواد العضوية، مثل الخشب والنفايات. ومن الأسباب الرئيسية لنشوء هذه المشكلة الاحتراق غير الكامل للوقود، حيث يمكن أن ينتج عن الاحتراق الجزئي للوقود انبعاث أحادي أكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة. ويعتبر استخدام الوقود الأحفوري أحد الأسباب الرئيسية لانبعاثات الكربون الأسود. 
وهناك العديد من الجهود الدولية المبذولة للحد من انبعاثات الكربون الأسود، ومن هذه الجهود «اتفاقية باريس للمناخ» الهادفة إلى الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، بما في ذلك الكربون الأسود. وفي هذا السياق تقوم عدة منظمات دولية بجهود طيبة، مثل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي تعمل على رصد انبعاثات الكربون الأسود وتقديم التوصيات للحد منها. كما تحاول المنظمات والحكومات حول العالم الدفع باتجاه استخدام الطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المياه، بهدف الحد من انبعاثات الكربون الأسود. وهذا بالطبع إلى جانب محاولات تحسين كفاءة استهلاك الوقود، والتي من شأنها هي أيضاً أن تساهم في الحد من انبعاثات الكربون الأسود. 
ولا غنى لهذه المحاولات والجهود عن تعزيز الوعي البيئي، والذي يمكن أن يساهم في تقليل انبعاثات الكربون الأسود والحد منها. 
 وفي الختام يمكن القول، إن انبعاثات الكربون الأسود مشكلة خطيرة تؤثر على البيئة وعلى الصحة العامة، ولابد من العمل على الحد منها بوساطة الجهود الدولية والوطنية والمجتمعية. ويمكن أن يساهم استخدام الطاقة النظيفة وتحسين كفاءة استهلاك الوقود وتعزيز الوعي في الحد من انبعاثات الكربون الأسود وحماية كوكب الأرض من أضراره المحققة.

*كاتب كويتي