في خطوة جديدة تؤكد مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة الريادية في تبنّي تقنيات المستقبل، تستعد العاصمة أبوظبي لإطلاق فعاليات النسخة الأولى من «أسبوع أبوظبي للأنظمة ذاتية الحركة 2025» خلال الفترة من 10 إلى 15 نوفمبر الجاري، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، رئيس مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة.

وتأتي استضافة أبوظبي هذا الحدث العالمي، الذي يُنظمه مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة، في إطار جهود الإمارات لتسريع وتيرة التحول نحو منظومة نقل ذكية ومستدامة، وترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً لتطوير وتشغيل الأنظمة ذاتية القيادة في مختلف المجالات البرية والبحرية والجوية، بما يعكس رؤيتَها الطموحةَ لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتقنيات المتقدمة.

تنطلق فعاليات الأسبوع بـ«قمة أبوظبي للأنظمة ذاتية الحركة» التي تُقام في اليوم الأول على حلبة مرسى ياس تحت شعار «هنا نرسم ملامح مستقبل قطاع التنقّل الذكي ذاتي القيادة»، حيث تستضيف نخبة من صنّاع القرار والخبراء ورواد الابتكار والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة أحدث التطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتنقل المستدام، واستكشاف فرص التعاون لبناء مدن ذكية أكثر أماناً وكفاءة. تتضمن القمة 13 جلسة حوارية يشارك فيها أكثر من 30 متحدثاً دولياً، يتناولون مستقبل الأنظمة ذاتية الحركة وسبل تحويل الرؤى إلى تطبيقات واقعية. وتشمل الجلسات محاور رئيسية، مثل تكامل أنظمة النقل الجوي والبري والبحري، ومعايير حوكمة الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الثقة المجتمعية في الأنظمة الذاتية، إضافة إلى مناقشة مستقبل الطيران الحضري، ودور الاستثمار في تشكيل اقتصاد الأنظمة ذاتية الحركة بحلول عامَي 2030 و2040.

وفي تصريحات له بهذه المناسبة، أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان أن مجلس الأنظمة الذكية ذاتية الحركة يسعى إلى تسريع التحول المستدام في قطاع الأنظمة الذكية ذاتية الحركة، وضمان التشغيل الآمن والفعّال لها، لتصبح أبوظبي نموذجاً عالمياً للابتكار ومركزاً متطوراً يقود قطاع التقنيات المتقدمة. ومن جانبه أشار معالي فيصل عبدالعزيز البنّاي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، إلى أن استضافة فعاليات النسخة الأولى من «أسبوع أبوظبي للأنظمة ذاتية الحركة 2025» تُعبّر عن التزام دولة الإمارات الراسخ تجاه بناء مستقبل تتكامل فيه الأنظمة الذكية مع الإنسان في منظومة واحدة منسجمة، توازن بين الابتكار والأمان والاستدامة.ويشهد الأسبوع سلسلة من الفعاليات المتنوعة التي تحتفي بالابتكار والتطور التكنولوجي، منها معرض «دريفت إكس» الذي يمتد لثلاثة أيام من 10 إلى 12 نوفمبر، عارضاً أحدث الحلول في مجالات الأنظمة الذكية وذاتية القيادة وتطبيقاتها في البر والبحر والجو والروبوتات. كما تنظم جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، خلال الفترة من 10 إلى 15 نوفمبر، بطولة «كأس آسيا والمحيط الهادئ للروبوتات 2025»، التي تُقام للمرة الأولى في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمشاركة فرق عالمية تتنافس في سباقات الروبوتات المستقلة المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. ويُختتم الأسبوع في 15 نوفمبر بإقامة النسخة الثانية من «دوري أبوظبي للسباقات المستقلة والمسيّرة»، التي تنظمها شركة أسباير التابعة لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، حيث تتنافس فرق من 10 دول للفوز بجوائز تصل إلى 2.25 مليون دولار، في حدث يعكس قمة ما توصلت إليه تقنيات التنقل الذكي واستعراض أحدث أنظمة سباقات المركبات ذاتية القيادة.

إن تنظيم النسخة الأولى من «أسبوع أبوظبي للأنظمة ذاتية الحركة 2025» يُشكِّل محطةً استراتيجية في مسيرة تحقيق أهداف رؤية «نحن الإمارات 2031»، الرامية إلى تسريع التحول الرقمي وتعزيز جاهزية الدولة لتقنيات المستقبل.

ويؤكّد هذا الحدث التزام الإمارات بترسيخ بيئة تنافسية جاذبة في قطاع التنقل الذكي، ودعم منظومة البحث والتطوير لبناء اقتصاد معرفي مستدام، بينما تمضي إمارة أبوظبي بخطى واثقة لتكون في طليعة المدن العالمية التي تعتمد سياسات وتشريعات متكاملة لتطوير وتشغيل الأنظمة ذاتية القيادة في مختلف القطاعات.

*صادرة عن مركز الإمارات  للدراسات والبحوث الاستراتيجية.