«جائزة زايد للاستدامة» وتحفيز مشاريع الاستدامة
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

أعلنت جائزة زايد للاستدامة، التابعة لمؤسسة إرث زايد الإنساني، والتي تُعد الجائزة الرائدة التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، وأثرت إيجابياً في حياة 400 مليون شخص في العالم، عبر دعم الحلول المبتكرة التي تعالج التحديات العالمية الملحة، البدء في استقبال طلبات التقديم لدورتها الجديدة لعام 2026، مما يرسّخ مكانتَها كإحدى أهم الجوائز العالمية في دعم التنمية المستدامة وتحفيز الابتكار.

وتعكس جائزة زايد للاستدامة التزام دولة الإمارات بتسريع التحول نحو مستقبل أكثر استدامة. وتؤكد القيادة الرشيدة ممثلةً في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الأهمية الكبرى لهذه الجائزة، من خلال الدور المحوري الذي تؤديه في تحفيز الحلول والابتكارات، التي تعالج التحديات الاجتماعية والبيئية الملحّة في سبيل بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع، وكذلك دورها في تشجيع الحلول المبتكرة، التي تعالج تحديات الاستدامة العالمية بهدف دفع عجلة التنمية المستدامة حول العالم، تخليداً لإرث القائد المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.

وتمنح الجائزة ضمن ست فئات رئيسية تهدف إلى تعزيز الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم. ففي فئة الصحة، تُكرّم الجائزة المشاريع التي تسهم في تحسين خدمات الرعاية الصحية وضمان وصولها إلى المجتمعات المحتاجة، مما يعزّز جودة الحياة ويحد من التفاوت الصحي. أما في فئة الغذاء، فتدعم الجائزة الحلول الزراعية المبتكرة، التي تعزّز الأمن الغذائي وتقلّل من معدلات الجوع عالمياً من خلال تحسين الإنتاجية واستدامة الموارد. وفيما يخصّ فئة المياه، تشجع الجائزة تطوير تقنيات جديدة لإدارة الموارد المائية بفعالية وتحقيق الأمن المائي، مما يسهم في تلبية احتياجات المجتمعات التي تعاني شحَّ المياه.

وفي فئة الطاقة، يتم التركيز على تسريع تبني الطاقة المتجددة وتعزيز حلول كفاءة الطاقة لخفض الانبعاثات وضمان مستقبل أكثر استدامة. أما في فئة العمل المناخي، فتُمنح الجائزة للمشاريع التي تسهم في التخفيف من آثار التغير المناخي عبر تقنيات مبتكرة واستراتيجيات فعّالة، لمواجهة تحديات الاحتباس الحراري.

وأخيراً، تهدف فئة المدارس الثانوية العالمية إلى تشجيع الطلاب على تطوير مشاريع استدامة مبتكرة، تسهم في تحسين مجتمعاتهم، مما يعزّز الوعي البيئي والاستدامة بين الأجيال القادمة. وتخضع طلبات المشاركة في الجائزة لعملية تقييم صارمة تشمل ثلاث مراحل، تبدأ بفحص استيفاء المشاريع معاييرَ الأهلية التي تتضمن التأثير والابتكار والإلهام، يليها تقييم لجنة من الخبراء الدوليين المتخصصين في مجالات الجائزة، وصولاً إلى المرحلة الأخيرة حيث يتم اختيار الفائزين بالإجماع من قبل لجنة التحكيم. وسيتم الإعلان عن الفائزين خلال حفل توزيع الجوائز الذي سيقام بحضور قادة دوليين وصناع قرار.

وفي الواقع، فإن جائزة زايد للاستدامة، منذ إطلاقها في عام 2008، عزّزت دور الإمارات كنموذج عالمي في الاستدامة، إذ تواكب أهدافها مبادرات مهمة مثل استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، ومبادرة الحياد الكربوني 2050، التي تهدف إلى تعزيز الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات وضمان الاستدامة البيئية والاقتصادية. وتمثل الجائزة منصة تحفيزية للمبتكرين والرواد في مجال الاستدامة، حيث تجمع بين التكنولوجيا والإبداع البشري والرؤية الاستراتيجية لتسريع التقدم العالمي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقد أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ومدير عام الجائزة، أن الجائزة ستستمر في تنفيذ مهمتها بترسيخ إرث الوالد المؤسّس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والبناء على رؤيته لتعزيز التنمية المستدامة والإنسانية الشاملة، بما ينسجم مع رؤية القيادة الرشيدة.

ويبرز تأثير الجائزة عالمياً من خلال دعم المشاريع التي تسهم في تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية للمجتمعات المحتاجة، مثل توسيع نطاق الرعاية الصحية في جنوب شرق آسيا، ومكافحة انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ومن المتوقع أن تعزّز دورة 2026 زخم الابتكار في مجال الاستدامة عالمياً، عبر استقطاب مشاريع جديدة تلبي الاحتياجات المتزايدة لمواجهة التغير المناخي وتحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية.

* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. 



إقرأ المزيد