الاتحاد.. مسيرة بناء الإنسان وصناعة المستقبل
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

 انطلقت مسيرة التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر عام 1971، مستندة إلى رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بأن تنمية الإنسان هي الأساس لبناء الدولة. وواصلت الدولة طريقها لتصبح نموذجاً رائداً في التقدم والازدهار في مختلف المجالات، مستمرة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يرى أن الاتحاد هو أعظم إنجاز تحقق على أرض الإمارات، وهو أمانة في أعناقنا جميعاً، ومسؤوليتنا أن نحافظ عليه ونطوره للأجيال القادمة.

وضعت دولة الإمارات التعليم في مقدمة أولوياتها، وبنت منظومة تعليمية متكاملة تشمل العديد من المدارس والجامعات، وفي مقدمتها جامعة الإمارات العربية المتحدة، أول جامعة وطنية خرّجت أجيالاً من الكفاءات التي أسهمت في قيادة التنمية. وإلى جانبها، برزت جامعات اتحادية ومحلية متخصصة تدعم مستهدفات «البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة»، بما يشمل مهارات التفكير النقدي والتواصل، إلى جانب السمات الشخصية، مثل القيادة وتطوير الذات.
 وحققت دولة الإمارات تحولاً استثنائياً من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد متنوع ومستدام، عبر رؤية «نحن الإمارات 2031» التي تهدف إلى رفع تصنيف الدولة لتكون ضمن أفضل عشر دول في مؤشر التنمية البشرية. ويتكامل ذلك مع «الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي» التي تستهدف مضاعفة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7% إلى 19.4% خلال السنوات العشر المقبلة. وينسحب الأمر نفسه على «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي» الهادفة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بنسبة 100% بحلول 2031، وتعزيز الأداء الحكومي، وتسريع الإنجاز والابتكار، لتصبح الإمارات في طليعة الدول عالمياً. كما تشمل جهود الدولة «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050»، التي تستهدف مضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030، وترسيخ مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للطاقة النظيفة والابتكار.
 وتولي دولة الإمارات صحة المجتمع اهتماماً كبيراً، مستندة إلى «الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031»، التي تسعى إلى جعل الدولة الأكثر تبنياً لأسلوب الحياة الصحي، ودعم الصحة النفسية، وترسيخ التفكير الإيجابي ومهارات الحياة كقيم أساسية. ويسهم «برنامج الجينوم الإماراتي» في التعرف على مسببات الأمراض الوراثية وأنواع الطفرات الجينية، بما يساعد على وضع خطط رعاية صحية ووقائية تحد من الأمراض الوراثية والمزمنة مستقبلاً بين المواطنين.
كما تعمل دولة الإمارات على تعزيز تماسكها الاجتماعي من خلال «الأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031»، دعماً لاستدامة الأسرة الإماراتية ودورها في مسيرة التنمية، وبالتمكين المتقدم للمرأة والشباب عبر إسناد المناصب القيادية ومشاركتهم في صنع القرار. وتعد الأسرة الإماراتية نموذجاً في التوازن بين النمو والاستقرار والحفاظ على الهوية الوطنية، وصون التراث وتعزيز الانتماء، وذلك من خلال «استراتيجية الهوية الوطنية» التي تدعم الاعتزاز بالهوية الإماراتية، وترسخ التلاحم المجتمعي، مع احترام التنوع الثقافي والتعايش، باعتبار الدولة موطناً لأكثر من 200 جنسية.
 لقد أثبتت دولة الإمارات أن الاتحاد مشروع حضاري مستدام يربط الماضي بالمستقبل، ويتحقق بدعم التعليم والمعرفة، وإنشاء مراكز للبحوث والسياسات والبيانات، والارتقاء بجودة الحياة، وتعزيز التحول الرقمي في الخدمات، وتشجيع ريادة الأعمال، وحماية البيئة، وتكريس قيم الاتحاد والانتماء، ليبقى الولاء متجذراً في قلوب المواطنين والمقيمين على أرض الدولة.

د.عائشة المحياس*

*مستشار بحوث وتخطيط السيناريوهات في قطاع البحوث والابتكار، مجلس التعليم وتنمية البشرية والمجتمع.



إقرأ المزيد