جريدة الإتحاد - 12/5/2025 11:31:28 PM - GMT (+4 )
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تحقيق السبق والريادة في مجال العمل الإعلامي على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك من خلال إطلاق المبادرات والفعاليات التي تستقطب الكثير من الاهتمام من جانب صناع القرار والخبراء والباحثين والجمهور، إدراكاً منها لأهمية هذا القطاع ودوره الحيوي في تشكيل الرأي العام، وتعزيز الهوية الوطنية.
وفي هذا الإطار يأتي انعقاد «قمة بريدج» في أبوظبي، خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2025، وهو الحدث الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره الأكبر من نوعه في المنطقة في مجالات الإعلام وصناعة المحتوى والابتكار الإبداعي، ويجمع قادة ونخبة هذا المجال إلى جانب صُنّاع القرار، لتمكين تواصل أكثر فاعلية على مستوى العالم.
وتستقطب هذه القمة الضخمة أكثر من 60 ألف مشارك من أبرز المبدعين، وصُنّاع الإعلام والمحتوى والفنون، والمنتجين والناشرين، ورواد الأعمال والمستثمرين، والجامعات ومراكز الأبحاث، إلى جانب أكثر من 400 متحدث عالمي من صنّاع السياسات ورواد الابتكار والمؤثرين، و300 مشارك، كما تشهد القمة تنظيم أكثر من 300 فعالية متنوعة، تشمل 200 جلسة حوارية، و50 ورشة عمل، توفر منصات تفاعلية لمختلف القطاعات، وتتيح فضاءات لعقد الصفقات وبناء الشراكات النوعية، وتطوير منظومات الإنتاج وسلاسل القيمة، إلى جانب تبادل الخبرات بين أبرز الفاعلين في هذا المجال على المستوى العالمي. وتمثل «قمة بريدج» منصة شاملة يتلاقى فيها مجموعة واسعة من الفاعلين في المشهد الإعلامي والإبداعي، من صنّاع المحتوى والإعلاميين والفنانين إلى المستثمرين وشركات التكنولوجيا والجهات الحكومية والمؤسسات الثقافية، ويتيح هذا التنوع تعزيز توظيف الإعلام قوة اقتصادية وثقافية مؤثرة، مع العمل على تجاوز النموذج التقليدي للمؤتمرات، عبر توفير بيئة عمل تفاعلية تسهم في تأسيس منظومة متكاملة لقطاع الإعلام في المنطقة.
وتتضمن القمة 7 مسارات رئيسة تشمل الإعلام التقليدي والرقمي، واقتصاد المحتوى، والفنون، والألعاب الإلكترونية، والتقنيات الحديثة، والتسويق وبناء العلامات التجارية، إضافة إلى صناعة السينما. ويعكس هذا التنوع رغبة في توفير بيئة من التفاعل بين مجالات متداخلة تتيح بناء جسور جديدة للتعاون وتبادل الخبرات، وإبراز التقاطعات المتنامية بين الإبداع والتكنولوجيا.
وقد سبق هذه القمة، في شهر نوفمبر الماضي، إعلان إطلاق تحالف «بريدج»، المنظمة العالمية المستقلة الأولى من نوعها، التي تهدف إلى تطوير قطاعات الإعلام والمحتوى والترفيه، وتعزيز تنوعها وتأثيرها في الاقتصادات والمجتمعات، ويضمّ تحالف «بريدج»، الذي يتخذ من دولة الإمارات مقراً له، مجلس إدارة يضم قادة ورؤساء دول سابقين، إلى جانب صنّاع قرار، وخبراء دوليين من قطاعات الإعلام والاتصال والتكنولوجيا والاقتصاد الإبداعي، بهدف تطوير منظومة الإعلام والمحتوى والترفيه العالمي وتعزيز جاهزيتها للمستقبل. كما تجدر الإشارة إلى أن قمة «بريدج» تعمل على تعزيز مفهوم الإعلام المسؤول، وتبنّي الممارسات الحديثة في صناعة المحتوى، وذلك من خلال استعراض التحولات الكبرى التي يشهدها قطاع الإعلام، وخاصة بروز الذكاء الاصطناعي، وتطور اقتصاد المنصات الرقمية، إضافة إلى استكشاف نماذج جديدة تجمع بين التكنولوجيا والإبداع لتطوير طرق إنتاج ونشر المحتوى.
ويؤكد انعقاد «قمة بريدج» أن مسيرة الإعلام في دولة الإمارات مازالت تشهد المزيد من التطورات التراكمية، فبعد أن بدأت هذه المسيرة بإنشاء الصحف المحلية، وإطلاق عدد من الإذاعات والمحطات التلفزيونية والصحف المرموقة باللغتين العربية والإنجليزية، واصل الإعلام الإماراتي مسيرة تطوره، ليشمل إطلاق المنصات الإلكترونية، وتطوير الإعلام الرقمي بأنواعه، مع الاهتمام بتنظيم الفعاليات والمؤتمرات العالمية.
وتمثّل قمة «بريدج» محطة محورية في دعم المواهب الإعلامية الناشئة، من خلال توفير برامج تدريبية متقدمة وفرص للتواصل المباشر مع الشركات العالمية ورواد صناعة المحتوى، إضافة إلى تعزيز الاستثمارات في مجالات الإعلام، وتشجيع تطوير مشاريع إبداعية تنسجم مع رؤية الإمارات لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار، مع ترسيخ مكانة أبوظبي باعتبارها مركزاً لإعادة رسم المشهد الإعلامي العالمي، وبيئة محفزة على الإبداع، وتبني الحلول الرقمية الجديدة، ودفع عجلة التنمية الثقافية والاقتصادية في المنطقة والعالم.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
إقرأ المزيد


