أيلاف - 1/22/2025 12:44:34 AM - GMT (+4 )
عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض فتحت الباب على مصراعيه أمام تحليلات وآمال الكتاب والمُعلّقين في الصحف حول العالم، وفيما يلي جولة سريعة بتلك الصحف.
والبداية من صحيفة النيويورك تايمز، حيث كتب المعلّق الشهير توماس فريدمان رسالة موجّهة لترامب تحت عنوان: "سيدي الرئيس، بإمكانك إعادة تشكيل الشرق الأوسط، إذا كنت تمتلك الشجاعة للقيام بذلك".
واستهل فريدمان رسالته بالقول: "ربما لا تكون مُهتماً بالتاريخ اليهودي أو بتاريخ العرب، لكن كلتا الأُمّتين تتطلعان إليك اليوم".
ورأى الكاتب أننا "إزاء لحظات نادرة – كتلك التي أعقبت الحربين العالميتين أو الحرب الباردة؛ حيث كل شيء في الشرق الأوسط قابل للتشكيل مجدداً وحيث كل شيء ممكن".
وقال فريدمان: "بلا مبالغة، لديك فرصة لإعادة تشكيل هذه المنطقة على النحو الذي يعزّز السلام والرخاء للإسرائيليين والفلسطينيين وكل شعوب المنطقة، وبما يتوافق مع مصالح الأمن القومي الأمريكي".
ونصح فريدمان الرئيس ترامب قائلا: "إن ثمرة نجاح هذه المهمة ستكون عظيمة، لكن في المقابل، ستكون للفشل عواقب جهنّمية".
ورأى الكاتب أنه "لا مَهرب من هذه المهمة؛ فالشرق الأوسط إمّا أن يولد من جديد كمنطقة قوية تنعم بتطبيع العلاقات والتداول التجاري والتعاون، أو أنْ يتفتت إلى 'دول وطنية قوية معدودة' ومن حولها مناطق شاسعة تموج بالاضطراب حيث النفوذ لأمراء الحروب والإرهابيين".
"القطار الأخير"ومضى فريدمان في رسالته لترامب قائلاً: "دائماً هناك قطار أخير لكل محطة، وهذا هو ما تشهده منطقة الشرق الأوسط الآن؛ على صعيد السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل أن تقوّض المستوطنات في الضفة الغربية أي إمكانية لحلّ الدولتين؛ وعلى الصعيد اللبناني، بإنهاء حرب أهلية استمرّت زهاء 50 عاما؛ وعلى الصعيد السوري، حيث لا يزال هناك بصيص من الأمل بعودة سوريا إلى الوحدة والتوافق بعد 14 عاما من الاقتتال؛ وعلى الصعيد الإيراني، بتحييد طهران قبل أن تمتلك قنبلة نووية".
وعلى صعيد الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني على وجه الخصوص، قال فريدمان للرئيس ترامب: "لن يفصل في هذا الأمر سواك، فلتقبِل إذاً بالتحدي".
وأضاف فريدمان: "أثقُ أنك الآن من واقع خبرتك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أدركت أن تطلعاتك السياسية والدبلوماسية تتعارض جذرياً مع تطلعات نتنياهو السياسية والدبلوماسية".
وتابع فريدمان: "تطلُّعاتك ومصالح أمريكا، في واقع الأمر، هي الفتيل الذي سينسف حكومة بيبي (نتنياهو) وربما كل مستقبله السياسي".
"هذا الاتفاق يعيد أخطاء الاتفاقات السابقة"وفي صحيفة التايمز البريطانية، نطالع مقالاً بعنوان "نهاية نتنياهو مرهونة بفشل هذا الاتفاق" للكاتبة ميلاني فيليبس.
وأشارت ميلاني إلى مشهد تسليم المختطفات الإسرائيليات الثلاث إلى الصليب الأحمر في غزة، وما صحبه من عودة ظهور كتائب تابعة لحركة حماس بأسلحة وشاحنات من طراز بيك-أب.
وقالت ميلاني إن ردّ الفعل في إسرائيل كان "مزيجاً مكثفا من الفرح والارتياح والحزن والألم، لكن الهاجس الأكبر في عقل كل إسرائيلي لا يزال هو مصير الرهائن الذين لا يزالون في غزة، والذين لا يُعلَم كم عدد الموتى بينهم".
وبحسب الاتفاق، من المقرر في غضون ستة أسابيع، تسليم حوالي 33 من إجمالي 90 رهينة أو أكثر، لا تزال في غزة، بمعدّل ثلاث أو أربع رهائن كل أسبوع.
وفي ظل هذا الاتفاق، الذي يجري تنفيذه على مراحل، رأت الكاتبة أنه يمكن لحماس أن "تستخدم علمية تسليم الرهائن كسلاح".
وأضافت ميلاني بأن قليلاً من الإسرائيليين هم مَن يثقون في عودة كافة المختطفين أو معظمهم على الأقل.
وفي مقابل هؤلاء الـ33 رهينة، يتعين على إسرائيل، بموجب الاتفاق، أن تطلق سراح 1,904 فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، والذين من بينهم أشخاص قتلوا إسرائيليين، وبعض هؤلاء قال بالفعل إنه سيفعل ذلك مجدداً، بحسب الكاتبة.
ورأت ميلاني أن وقف إطلاق النار سيساعد حماس على إعادة تنظيم صفوفها مجدداً وعلى التعافي وتأكيد سيطرتها مرة أخرى على قطاع غزة.
"وثمة اعتقاد شائع في إسرائيل وأماكن أخرى، بأن الدولة اليهودية خسرت الحرب. وهذا يفزع إسرائيليين كثيرين"، بحسب الكاتبة.
ورأت ميلاني أن مجرد فكرة قدرة حماس على البقاء تحمل في طياتها قدرة الحركة، بلا شك، على ارتكاب فظائع أخرى بحق الإسرائيليين، وهو شيء مرعب لكثير من الإسرائيليين.
وفي أعقاب كل اتفاق أُبرم في السابق، كان المعتقلون الفلسطينيون الذين تطلق إسرائيل سراحهم يعودون مجددا إلى ارتكاب فظائع بحق مدنيين إسرائيليين، بحسب الكاتبة.
ونبّهت ميلاني إلى أن هذا الاتفاق "يعيد، وبدقّة، تلك الأخطاء، ما يُمكّن حماس من التعافي، كما لو كان مكافأة للحركة الفلسطينية على اختطاف رهائن وتشجيعا لها على اختطاف المزيد في المستقبل".
"لم يكن أمام نتنياهو أي خيار آخر""لماذا إذاً وافق نتنياهو على هذا الاتفاق؟" تساءلت ميلاني، مجيبة بأن الرئيس الأمريكي ترامب عرض على نتنياهو عرضاً لا يمكنه رفضه – وهذا جواب قصير.
ورأت الكاتبة أن ترامب كان مُصمماً على إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار قبل حفل تنصيبه، بحيث لا تخيّم الحرب في الشرق الأوسط بظلالها على ذلك الحفل.
وفي إسرائيل، يرى كثيرون أن ترامب سيخلّصهم من كابوس التعامل مع إدارة الرئيس السابق جو بايدن. ويأمل هؤلاء أن يدعم ترامب إسرائيل في هزيمة حماس وفي تدمير برنامج إيران للأسلحة النووية وفي تأمين سلام حقيقي في الشرق الأوسط عبر توسيع نطاق اتفاقات أبراهام وصولاً إلى السعودية، بحسب الكاتبة.
وعليه، لم يكن أمام نتنياهو أي خيار آخر غير الموافقة على عرض ترامب.
على أن هذه الموافقة تركت نتنياهو في مأزق سياسي كبير؛ فاليسار الإسرائيلي يتحيّن الفرصة منذ زمن للإطاحة بنتنياهو، فيما يحمّله آخرون مسؤولية الاستراتيجية الكارثية تجاه حماس والتي تمخضّت عن مفاجأة يوم السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023. ولقد كتم إسرائيليون كثيرون حِنقهم على نتنياهو إبان الحرب.
إلى ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى أن القبول باتفاق وقف إطلاق النار مع حماس تحت هذه البنود التي نصّ عليها الاتفاق، تسبَّب في تآكل قاعدة نتنياهو الانتخابية.
وخلصت الكاتبة إلى القول: "إذا وفّى ترامب بوعوده، وتقوّض برنامج إيران النووي، ورعتْ السعودية اتفاق سلام حقيقي بين إسرائيل والعرب، حينئذ قد يظلّ نتنياهو في السلطة".
"أمّا إذا أصبح واضحاً أن إسرائيل قد فشلت في تحقيق أهدافها الكبرى المتعلقة بتدمير حماس نهائيا كقوة عسكرية، وضمان عدم تعرّض دولة إسرائيل مجدداً للاجتياح وعدم تعرّض مواطنيها مرة أخرى للذبح والاغتصاب والاختطاف، فسينتهي بذلك أمر نتنياهو".
"ترامب لن يسمح بتدمير خططه الخاصة بالشرق الأوسط الجديد"ونختتم جولتنا من صحيفة معاريف الإسرائيلية، التي نشرت مقالا لمراسلها العسكري آفي أشكنازي، بعنوان "ترامب أسدل الستار: إسرائيل لن تحارب أكثر من ذلك في قطاع غزة".
وقال أشكنازي إن الرئيس ترامب سبق وأكّد رغبته في إنهاء الحروب القائمة، وعدم البدء في حروب جديدة.
وأضاف بأنه "مع كامل الاحترام لائتلاف نتنياهو الحاكم، فلا أثر له على مفكرة ترامب الشخصية".
وأكد أشكنازي أننا "دخلنا رسميا عهدا جديدا، هو عهد دونالد ترامب"، قائلا إن ترامب أصبح مجددا "سيداً على العالم الحُرّ، وكذلك على العالم الأقل حُريّة".
وتابع الكاتب: "ونحن الآن بصدد العمل على تشكيل واستقرار كل الجبهات المفتوحة في العالم بكل قارّاته".
وقال أشكنازي إن ترامب عاد إلى البيت الأبيض بأجندة جديدة وبأهداف جديدة يسعى لتحقيقها. وكرجل أعمال، فإنه يعمل الآن على تحقيق الهدفين التاليين: الأول، دعم الاقتصاد الأمريكي، ودعم أنظمة الصحة، والتعليم والبنية التحتية؛ والثاني، دعم الأمن والحوكمة داخل المدن الأمريكية.
ثم إن ترامب ينظر إلى الصين باعتبارها أكبر مشكلة خارجية أمام الولايات المتحدة، بحسب الكاتب.
ترامب أيضا يتطلع إلى الموارد العالمية، من قناة بنما إلى خليج المكسيك، وبالطبع إلى الفضاء الخارجي.
وعلى صعيد الشرق الأوسط، قال أشكنازي إن ترامب لن يسمح للجيش الإسرائيلي بالبقاء في لبنان بعد الساعة الرابعة فجر يوم 26 يناير/كانون الثاني الجاري. كما أنه لن يسمح لحزب الله بالعودة إلى ما كان عليه، وسيُجبر إيران على تغيير سلوكها.
أما "القصة في غزة فقد انتهت وأُقفِلت، ولن يسمح ترامب لإسرائيل بالعودة إلى القتال العنيف بأسلحة ثقيلة في القطاع".
وخلص أشكنازي إلى القول إن "ترامب يحتاج إلى السلام في الشرق الأوسط، ومن ثمّ لن يسمح لائتلاف نتنياهو بتدمير خططه الخاصة بالشرق الأوسط الجديد".
- "وقف إطلاق النار في غزة قبل أداء ترامب اليمين الدستورية تأييد لنظرية الرجل المجنون في العلاقات الدولية" – التلغراف
- ماذا قالت الصحف العالمية عن رئيس لبنان الجديد؟
إقرأ المزيد