خطاب شديد اللهجة: جيه دي فانس يدعو الغرب إلى استعادة سيادته قبل فوات الأوان
أيلاف -

إيلاف من لندن: في مقال نشره موقع "نيابرويني" اليوناني، استعرض الضابط البحري الأميركي المتقاعد ديمتريز أندرو غرايمز—وهو شخصية لها باع طويل في الشؤون العسكرية والدبلوماسية—تصريحات نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس خلال زيارته الأخيرة لأوروبا. بكلمات مباشرة لا تحتمل التأويل، أطلق فانس تحذيرًا شديد اللهجة: "إذا لم يستعد الغرب قوته، وابتكاره، وسيادته، فسينهار من الداخل قبل أن يسقطه أي عدو خارجي".

السيادة أولًا: هل فقد الغرب بوصلته؟
لم يكن خطاب فانس مجرد عبارات دبلوماسية منمقة؛ بل كان أقرب إلى جرس إنذار مدوٍّ، يهاجم مباشرةً السياسات الأوروبية التي وصفها بأنهاضعيفة، متهورة، وقاتلة للاستقلال الوطني. واتهم النخب السياسية الأوروبية بأنها، بدلًا من تعزيز أمنها، شلّت استقلالية الطاقة، وضربت السيادة الوطنية، وأضعفت الجاهزية العسكرية، ما جعل أوروبا أشبه بمنزل بلا أبواب أمام العواصف الدولية.

"لقد سمعت الكثير عن الأخطار التي تستعدون للدفاع عن أنفسكم ضدها، لكنني لم أفهم بعد ما الذي تدافعون عنه بالضبط!"—هكذا وجّه فانس نقده اللاذع للقادة الأوروبيين

الذكاء الاصطناعي: أداة تفوق أم قيد بيروقراطي؟
في عالم تتسارع فيه التكنولوجيا، يرى فانس أنالذكاء الاصطناعي هو المفتاح الأهم في معركة النفوذ الاقتصادي والعسكري. لكنه حذّر من أن القيود التنظيمية المفرطة تخنق الابتكار الغربي بينما يندفع المنافسون بلا تردد نحو تطوير هذه التكنولوجيا لصالحهم. قالها بصراحة: "يجب علينا تبني الذكاء الاصطناعي كمضاعف للقوة، لا أن نخشى منه وكأنه وحش مجهول. فالخصوم لا ينتظرون نقاشاتنا العقيمة، بل يتقدمون إلى الأمام بلا هوادة".

أزمة الطاقة: متى ستتوقف أوروبا عن الاعتماد على أعدائها؟
أحد المحاور الأكثر إثارةً في خطاب فانس كان أزمة الطاقة الأوروبية، التي وصفها بأنها إحدى أكبر الكوارث الاستراتيجية التي تعيشها القارة. وأشار إلى أن السياسات البيئية غير المدروسة أدت إلى اعتماد أوروبا على خصومها في تأمين احتياجاتها من الطاقة، مما جعلها رهينةً لابتزازات سياسية واقتصادية تهدد استقرارها.

"أوروبا اليوم تتظاهر بأنها بيئية، لكنها في الواقع تتوسل إلى أعدائها للحصول على الغاز والطاقة. أي منطق هذا؟!"—هكذا شنّ فانس هجومه الحاد على النخب السياسية الأوروبية التي يرى أنهاتسير بالقارة نحو كارثة اقتصادية محققة

حرية التعبير: آخر الخطوط الحمراء؟
واحدة من القضايا الأكثر حساسية التي طرحها فانس كانت تصاعد الرقابة على حرية التعبير في أوروبا، التي وصفها بأنها أشبه برقابة الأنظمة السلطوية لكن تحت مسمى "مكافحة المعلومات المضللة". وأكّد أن هذه السياسات تشكل تهديدًا خطيرًا للديمقراطية الغربية نفسها، مضيفًا: "لا يمكن أن يوجد مجتمع حر بدون حرية التعبير. نقطة انتهى".

الهجرة غير المنضبطة: أزمة أمنية أم عامل انهيار مجتمعي؟
لم يتردد فانس في إثارة واحدة من أكثر القضايا إثارةً للجدل:الهجرة غير الشرعية. وصف تدفق المهاجرين غير المنظم بأنه تهديد مباشر للأمن القومي والاستقرار الاقتصادي والتماسك الاجتماعي. وأضاف: "إن لم تستعيد الدول سيطرتها على حدودها، فستصبح السيادة مجرد وهم. السيادة تبدأ من الحدود، ومن دونها، فإن الدولة ليست أكثر من فكرة خاوية".

الإنفاق العسكري: أوروبا تحت رحمة الأمل بدل الردع!
انتقد فانس تهاون الاتحاد الأوروبي في الإنفاق الدفاعي، مشيرًا إلى أن "مرحلة الركون إلى عائد السلام قد انتهت، وما لم تعزز أوروبا قدراتها الدفاعية، فستكون عرضة لأي تهديد مستقبلي دون أدنى استعداد". ووجّه رسالة واضحة إلى الدول الأعضاء في حلف الناتو: "الردع لا يبنى بالتمني، بل بالقوة".

— حان وقت المواجهة!
كانت زيارة فانس إلى أوروبا بمثابة صرخة تحذير للقادة الغربيين: إما أن تستعيدوا قوتكم، أو استعدوا للانهيار. أكد أن الزمن لم يعد يسمح بالمزيد من الأخطاء الفادحة، وأن على الغرب أن يستعيد هيمنته الاقتصادية، ويحرر الابتكار من القيود البيروقراطية، ويحصّن أمنه الطاقوي، ويدافع بشراسة عن حرية التعبير، ويتحمل مسؤوليته الدفاعية بجدية.

"انتهى وقت التهاون. المستقبل سيقرره أولئك المستعدون للقتال من أجله. الغرب لن ينجو بالتمني، بل بالقوة، والابتكار، والالتزام غير القابل للتفاوض بسيادته"

* أعدت إيلاف التقرير عن صحيفة "نيابرويني" اليونانية: المصدر



إقرأ المزيد