أيلاف - 2/19/2025 1:03:48 AM - GMT (+4 )

إيلاف من بيروت: تحولت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى حديث الساعة مؤخرا بعدما قام قائدها مظلوم عبدي الإثنين بتهنئة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، فضلا عن إعلانها، الثلاثاء، استعدادها للانخراط ضمن صفوف الجيش السوري الجديد المزمع تشكيله، في تطور وصفه مراقبون باللافت.
فقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إنها عقدت اجتماعها الدوري التنسيقي مع كل من مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) والإدارة الذاتية، لتقييم الأوضاع في سوريا والمنطقة بشكل عام.
وبحسب بيان صادر عن "قسد"، تم التأكيد خلال الاجتماع على "البدء بعقد سلسلة من الاجتماعات المحلية في جميع مدن شمال وشرق سوريا، إضافة إلى لقاءات مع ممثلي ونخب مختلف فئات المجتمع، بهدف تحقيق مشاركة فعالة وشاملة لجميع المكونات في العملية السياسية".
وأضافت "قسد" أن الاجتماع شدد على "أهمية الحوار القائم مع دمشق حتى الآن، وضرورة إنجاحه، مع إيجاد حلول للجزئيات والقضايا قيد النقاش عبر التوصل إلى آلية تنفيذ مناسبة، لا سيما فيما يتعلق بـ(دمج المؤسسات العسكرية والإدارية، عودة المهجرين قسراً إلى مناطقهم الأصلية، وغيرها من القضايا الخلافية)".
كما أشار الاجتماع إلى "ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، باعتباره خطوة لا بد منها لتحقيق تقدم في الحوار". ودعا الإدارة الجديدة في دمشق إلى "تحمل مسؤولياتها بهذا الشأن".
وجددت "قوات سوريا الديمقراطية" استعدادها لدمج قواتها العسكرية والأمنية ضمن الجيش السوري والقوات الأمنية، مع استبعاد المقاتلين الأجانب من صفوفها، والعمل مع الحكومة السورية على إعادة تفعيل مؤسسات الدولة في مناطق شمال شرقي سوريا.
وفي هذا السياق، عقد كبار مسؤولي قسد ومسد والإدارة الذاتية، أمس الإثنين، اجتماعاً في قاعدة "استراحة الوزير" بريف الحسكة، حيث اتخذت خلاله عدة قرارات.
وقال القيادي في قوات سوريا الديمقراطية، أبو عمر الإدلبي، إن الاجتماع أكد على "دمج قوات قسد والمؤسسات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية ضمن هيكلية الجيش السوري، بهدف توحيد الجهود وتعزيز القوة الوطنية".
وأشار الإدلبي وهو قائد لواء الشمال الديمقراطي التابع لقسد، إلى أن الاجتماع شدد على "ضرورة انسحاب جميع المقاتلين غير السوريين من صفوف قوات سوريا الديمقراطية ومنطقة شمال وشرق سوريا، في خطوة لتعزيز السيادة الوطنية والاستقرار".
فمن هي قسد.. وكيف تشكلت؟
تعتبر "قسد" تحالفا عسكرياً يطغى عليه الأكراد، إذ شكل نواته الأساسية وحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ، وكلتا الجماعتين المسلّحتين الكرديتين اكتسبتا شهرة دولية واسعة النطاق خلال تصدّيهما لتنظيم "داعش" في مدينة كوباني/عين العرب في سبتمبر من العام 2014.
وبعد ذلك بقرابة عام، أُعلِن رسمياً عن تشكيل قوات سوريا الديمقراطية خاصة مع انضمام مقاتلين عرب إلى صفوف الأكراد لمحاربة التنظيم المتطرف خلال معركة عين العرب، جلّهم ينحدر من ريف محافظتي حلب والرقة.
أرمن وشركس
كذلك ضمت قسد إلى جانب وحدات حماية الشعب والمرأة، الآلاف من أبناء العشائر العربية في المحافظات الشرقية، وأكثرهم ينحدر من عشيرة "الشمر" ضمن قوات "الصناديد"، فضلا عن المجلس العسكري السرياني، إضافة إلى مقاتلين تركمان وشركس وأرمن.
إذ تضم طابور "نوبار أوزانيان" الذي تمّ تشكليه عام 2019، وجلّ مقاتليه من الأرمن الذين ينحدرون من مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
كما ارتفع عدد عناصرها مع سيطرتها على المناطق التي كانت تخضع في السابق لسيطرة "داعش". وقد شكّلت مجالس عسكرية في المناطق التي استولت عليها مثل أرياف دير الزور، حيث ينشط فيها "مجلس دير الزور العسكري".
100 ألف؟
هذا ويبلغ تعداد عناصر "قسد" أكثر من مئة ألف، بحسب ما كشف قائدها العام في وقت سابق.
ومع أن دور "قسد" ينحصر في الشمال الشرقي، لكنها رغم ذلك تضم في صفوفها مقاتلين من الشمال الغربي مثل "لواء الشمال الديمقراطي" الذي ينحدر كل عناصره من محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا.
كما أن لدى هذه القوات مظلة سياسية تكمن في مجلس سوريا الديمقراطية المعروف اختصاراً بـ"مسد".
دعم أميركي
وانحصر دور قوات سوريا الديمقراطية طيلة سنوات الحرب في محاربة "داعش" بدعمٍ من الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرّف في سوريا والعراق المجاور.
لكنها رغم ذلك دخلت في اشتباكاتٍ محدودة مع قوات النظام السابق عدّة مرات في المربعات الأمنية بالحسكة والقامشلي وبعض أحياء محافظة حلب.
إلى ذلك، تسيطر "قسد" بشكلٍ كلّي أو جزئي على 4 محافظات سورية هي حلب والرقة والحسكة ودير الزور.
ففي حلب تسيطر على أجزاء من ريف المدينة، علاوة على تواجدها داخل المدينة في منطقتي الشيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية.
كما أنها تسيطر على كامل محافظتي الرقة والحسكة باستثناء مدينتي رأس العين وتل أبيض التي سيطرت عليها تركيا وفصائل مسلحة مدعومة منها في أكتوبر من العام 2019.
بالإضافة إلى سيطرتها على أجزاء واسعة من ريف محافظة دير الزور.
وتقدر المساحة الجغرافية التي تقع تحت سيطرة "قسد" بحوالي 60 ألف كيلومتر من إجمالي مساحة البلاد البالغة 185 ألف كيلومتر.
ورغم أنها خسرت مدينة منبج وبلدتي تل رفعت وشهبا بداية العام الحالي، لكنها في ذات الوقت كانت استولت على بلدات تقع على طريق الرقة ـ حلب مع انهيار جيش النظام السابق مطلع ديسمبر الماضي.
حقول النفط والسدود
وتمتاز المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية بغناها الاقتصادي، إذ تقع فيها معظم حقول النفط والغاز والسدود التي أقيمت على نهر الفرات.
كما أنها تشتهر بالزراعة، ونتيجة ذلك يُطلق عليها اسم "سلّة سوريا الغذائية".
وكانت "قسد" تسيطر على مدينة عفرين الكردية السورية في شمال غربي البلاد، لكن الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا تمكنت من السيطرة على هذه المدينة مطلع 2018.
وتتهم تركيا قوات سوريا الديمقراطية بأنها "امتداد لحزب العمال الكردستاني" المحظور لديها، وهو ما تنفيه "قسد" باستمرار، والتي أعربت مراراً طيلة الأشهر الماضية عن استعدادها لإبعاد المقاتلين الأكراد غير السوريين من صفوفها تجنباً لعملية عسكرية تركية تلوّح بها أنقرة دوماً.
وفي الوقت الحالي تطالب "قسد" الإدارة الجديدة في دمشق، بالاعتراف بمختلف المكونات السورية العرقية والدينية ضمن الدستور الجديد للبلاد وتثبيت حقوقها السياسية والثقافية مع المحافظة على خصوصية المناطق التي تدير شؤونها "الإدارة الذاتية" لشمال سوريا وشرقها ضمن نظام "لا مركزي".
إقرأ المزيد