أيلاف - 5/6/2025 11:19:58 PM - GMT (+4 )

إيلاف من دالية الكرمل: اجتماع مفصلي جمع فعاليات ورجال دين ينتمون إلى الطوائف المسيحية العربية في إسرائيل بالرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل سماحة الشيخ موفق طريف، حيث جرت مناقشة سبل حماية الأقليات المسيحية في سوريا، وكيفية تقديم الدعم للمسيحيين الذين تتهددهم، حالهم حال باقي الأقليات الأخرى التي تعج بها الفسيفساء السورية، بنادق التكفيريين ورسائلهم الدموية، بدعم شبه صريح من السلطة الحاكمة في دمشق.
وفي خطوة تعكس تنامي التحديات التي تواجه جميع الأقليات في سوريا، ركز الاجتماع المذكور على أوضاع الطائفتين الدرزية والمسيحية في سوريا، وسُبل التعاون المباشر لحماية هذه المكونات السكانية من التدهور المتواصل في أمنها ومعيشتها، وضمان حمايتها من التهديدات المباشرة والآنية، والمتمثلة حديثاً في هجمات مركزة من قبل جماعات مرتبطة بالسلطة، ما زالت تمعن في استهداف الأقلية الدرزية في دمشق والسويداء، وقد لا تتأخر في استهداف الأقلية المسيحية في مرحلة لاحقة.
وكان سبق كل ذلك استهداف العلويين في الساحل السوري حيث قتل آلاف المدنيين أو هجروا وأحرقت بيوتهم ومنازلهم، بذريعة دعم بعض العناصر فلول النظام السابق.
تعاون مشترك
وناقش الطرفان المجتمعان خلال اللقاء سُبل تعزيز التعاون بين الطائفتين في ظل التوترات الإقليمية، وأكدا على أهمية توحيد الجهود لحماية الأقليات الدينية في المنطقة. كما تم التوافق على تنفيذ خطوات عملية تهدف إلى تقديم دعم ملموس للمدن والقرى التي تضم سكانًا دروزًا ومسيحيين، خصوصًا في ظل تعقّد الظروف الإنسانية والمعيشية في الداخل السوري.
دعم لوجستي
وتم الاتفاق على البدء بإدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق التي يسكنها أبناء الطائفتين، كخطوة أولى تهدف إلى دعم الاستقرار وتوفير مقومات الحياة الكريمة للسكان المحليين. وأكد ممثلو الطوائف المسيحية أنهم يستعدون لإرسال شحنات من المساعدات إلى القرى المسيحية خلال الأسبوع المقبل، في تحرك عملي يؤسس لشراكة طويلة الأمد بين الجانبين.
رسالة تضامن
وأعرب الجانبان في ختام الاجتماع عن التزامهما الكامل بمواصلة العمل المشترك، مؤكدين أن القضية تتجاوز حدود الدين والسياسة، لتُعبّر عن تضامن إنساني أصيل. وجاء في بيان مشترك: "معًا سنواصل العمل من أجل إخوتنا وأخواتنا في سوريا".
وسعى الشيخ موفق طريف جاهداً طوال الشهور الماضية لضمان تحييد خطر الجماعات المتطرفة التي تستهدف الدروز في سوريا، وترجم مسعاه في إدخال العديد من المساعدات الإنسانية إلى منطقتي الجولان والسويداء، فضلاً عن قيام الجيش الإسرائيل بالتصرف ميدانياً وتوجيه تحذيرات شديدة اللهجة على لسان كبار المسؤولين خاطبت الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع، تطالبه بضمان أمن الدروز وتحذره من مغبة التعرض لهم.
الإرهابيون الأجانب خطر إقليمي
وخلال مشاركته، الاثنين، في مؤتمر بعنوان "الدروز وأمن إسرائيل: تحالف الدم بالممارسة" في كلية الجليل الغربي في عكا، حذّر طريف من أن خطر الجماعات إرهابية المتطرفة لا يهدد سوريا وحدها بل المنطقة بأسرها.
ودعا طريف المجتمع الدولي إلى مساعدة سوريا على الخروج من "الطريق المسدود" الذي وصلت إليه، والمساعدة في بناء حكومة ديمقراطية تشمل مختلف المجموعات العرقية في سوريا، وقال إن ذلك قد يؤدي في نهاية المطاف إلى السلام مع إسرائيل. وأضاف أن هناك "ألف جندي أجنبي منتمين إلى تنظيم داعش يقولون إن الدروز ليسوا جزءًا من سوريا".
وأشار طريف إلى أن الطائفة الدرزية في سوريا تنتظر المساعدة من المجتمع الدولي، "لكن ذلك لم يحدث".
تعاظم قوة الجماعات الجهادية
ويأتي اهتمام إسرائيل بالدروز انطلاقاً من القلق المتنامي إزاء تعاظم قوة الجماعات الجهادية على حدودها، في ظل تراجع الدور الروسي وانهيار نفوذ النظام السوري في بعض المناطق.
ويربط بين إسرائيل والدروز تحالف يعود إلى بدايات القرن العشرين، وقد تعمق بعد استقلال الدولة العبرية، في ما بات يُعرف باسم "بريت داميم" أو "تحالف الدم"، تؤكد عليه مشاركة الدروز في صفوف الجيش الإسرائيلي.
توازنات طائفية
وتلعب إسرائيل على حبال التوازنات الطائفية في سوريا، إذ يمثل دعمها للدروز رسالة إلى بقية الأقليات بأن إسرائيل قد تكون حليفاً محتملاً في حال تحوّلت الصراعات الطائفية أو السياسية إلى تهديد وجودي.
وفي 8 كانون الأول (ديسمبر) 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاماً من حكم "حزب البعث"، و53 سنة من سيطرة عائلة الأسد، بينها 24 عاماً تولّى خلالها بشار الأسد الرئاسة (2000-2024).
إقرأ المزيد