جريدة الإتحاد - 5/29/2025 12:19:39 AM - GMT (+4 )

في زمان العرب، كان لمولد شاعر، احتفالية، واحتفاء، وكان الشاعر يمسك بزمام المسؤولية مناطق باسم الحقيقة، وحامل راية وطن، ومتحدث إعلامي باسم القبيلة، والقوم، وكان هذا الشاعر الإعلامي مبعوثاً وطنياً للقبيلة، يتحمل مسؤولية الدفاع عن اسم القبيلة، ويدافع عن مضاربها، وحقوقها، وسمعتها، وحياضها.
واليوم، بعد أن تشعبت الجغرافيا، واتسعت المعالم، وكبرت المهام، وطالت السيرة الذاتية للحياة بما تحملها من تطلعات، وطموحات ورغبات، وقدرات، وإمكانيات، أصبح الإعلام تحمله مؤسسات، وتتبوأ أدواراً، وتتحمل مسؤوليات، وتقوم بواجبات وطنية أشمل من تلك التي كانت في سابق العهود.
اليوم الإعلام أصبح فناً، وحرفة، ومهنة، وذكاء، وقدرات فائقة على مواجهة التحديات، وما تعيش فيه الأمم من تصدعات في البنى الفكرية، واختلافات في التوجهات، وأحياناً صدامات في الأشكال المختلفة في السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والقيم الاجتماعية، وحتى تستطيع الدول أن تحقق قسطاً من الطمأنينة على الأحوال، والموال، وكان لا بد من تعريف الإعلام على أنه القوة الناعمة، ووزارة الدفاع القابضة على الحبر والكلمة، بما يحقق أكبر قدر من التكامل مع الآخر، والوصول إلى الحد الأعلى من التوازي بين الدول.
اليوم نرى كيف غيّر الإعلام من سياسات، وكيف قبض على حقائق أصبحت قوانين، وقرارات، تشكّل صوراً لمجتمعات، اليوم الإعلام ليس مجرد حبر على ورق كما تتخيله بعض العقول، إنما هو طريق الحرير المؤدي إلى علاقات سوية بين الأمم، تؤسس لمجتمعات متطورة، راسخة، منفتحة على الوجود من دون غضون ولا تجاعيد في الأفكار، ونرى كيف سقطت نظريات مغلقة، وكيف تهاوت أفكار، لأنها عجزت عن مواكبة القطار العالمي، وتعثّرت في طريقها إلى الحياة، وتبعثرت أجزاؤها، وتنحت بعيداً عن المحيط البشري، بينما الإعلام المبني على أُسس فكرية حية، نابضة بالوعي، ناهضة بمسؤوليات، والتزامات أخلاقية، استطاعت أن تحقق أعلى منسوب في الرقي، وأجمل معطى في التواصل مع الآخر.
اليوم الإعلام مملكة، ركائزها مغروسة في صلب الحياة، وأشجارها لا تنمو في المياه المالحة، وثمراتها لا تؤكل من دون نظافة قيمية، الأمر الذي يجعل من السير في طريق الإعلام، يحتاج إلى الوعي بأهمية الإعلام، ولهذا السبب، عملت حكومة دولة الإمارات، على إنجاز المساحة الأوسع في جعل شفافية الإعلام هي الفكرة الأساسية، شفافية معقودة على خضم رحب من المسؤولية، والتمسك بالثوابت الوطنية، والأخلاقية والعملية، ويلعب اليوم الذكاء الاصطناعي دوراً ريادياً في خلق التواصل محور الإعلام، والاندماج في المجموعة الدولة جوهر المسألة الإعلامية، كون الإمارات جزءاً مهماً من هذا المحيط الشاسع، والمتخم بمعطيات، في مختلف نواحي الحياة.
إقرأ المزيد