خميسيات
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

- ربة المنزل يوم تنش وتلقى شعر مدبرة المنزل الآسيوية مسترسلاً وأسود ومبلولاً، وواصلاً إلى حدر ظهرها، فتسمعها وهي تتحرطم بجملتها الاستنكارية والتعجبية والتي لا تخلو من الغبطة وأحياناً من الحسد: «غربلج الله ويا هالشعر.. ليت هالزلوف عليّ»!
- ما عندي خردة، اخرد لي، ما عندي كسر، اكسر لي، انكسر الشيء وصار مثل الـ «بيَزّ»، والبَيز كسر الروبية، لا تكاسر، لا تساوم على أقل القليل أو كسر الدرهم، لا تخَريّ الفلوس، هل هي من خروج الفلوس من الجيب، واستسهال صرفها، تلك تداعيات مرت عليّ وأنا أتأمل جمال العامية القديمة في الإمارات.
- ما يضحكوني إلا الذين يريدون أن يعلمونا دروساً في إعادة تأهيل الروح، والذكاء العاطفي، والارتقاء بالجسد، والسمو بالنفس من خلال الشهيق والزفير، ومن خلال انظر إلى نصف الكأس المليء، لا نصف الكأس الفارغ، والواحد منهم ما يعرف عاصمة الأرجنتين، وإن عرفها تلعثم في لفظها وألحن في نطقها. 
أولئك الذين لم يبلغوا الأربعين بعد، سن الحكمة والبلوغ العقلي، أصحاب، أشك أحزانك للطبيعة! وتنفس بملء رئتيك، وأنت منغمس في التأمل الداخلي وممارسة الا «يورفيدا»! وارن إلى الأفق دوماً! وشطحات من ترجمات «غوغولية» غير مترابطة، ولا تنم عن تجربة حياتية حقيقية، ولا عن علم بصير.
- حال بعض الموظفين وبعض المتقاعدين آخر الشهر، الله يعينهم، حال من يقول تعففاً لا تأففاً، وشبع نهاية، لا كفاية: «يا بنت العون.. سويّ لنا هالأسبوع من حواضر البيت، مالح وجسيف وعوال»!
- جاءني أحد القراء يريد توقيع كتابي أثناء احتفائية التوقيع الجماعي لمائة كاتب إماراتي، والذي أقامته مؤسسة العويس الثقافية في دبي، وظل يقلّب الكتاب، وفي فمه ماء لا يخفى على كاتب قصة مبتدئ، فنظرت إليه باسماً، وأظنه شغل «سوشيال ميديا» لأنه يلمع وكله حيوية، وغائب عن جو الكتاب الورقي، فقال: ممكن أن أسألك سؤالاً؟ فظننته عن كتابي، فقلت له: على الرحب والسعة! فقال: أنا صار لي ساعة في هذا البهو المليء بالكتّاب والكتب وطاولات التوقيع، لكن ما لاحظته أن جوكم جو غير فرح، وفيه ثقل هموم، ومتاعب قد لا تنتهي، وأعتقد أن بعضكم أخفق في الوصول إلى هنا، إلا بعد ساعات ثلاث ويزيد، لأنه لا يعرف طرقات دبي الجديدة، وتعامله مع هاتفه يقتصر على المكالمات والرسائل النصية، ولا يعرف خاصية الخرائط والاستدلال على الطرق، وبعدين شكلكم كلكم أعتقد ما عندكم فلوس! فضحكت من خاطري، وقلت له هذا تعليق وليس بسؤال.. ليتك تنصحهم أن يظهروا على وسائط التواصل الاجتماعي فربما تغير حالهم وتحسن جوهم، وتبدل وضعهم، وأصبحوا أكثر لمعاناً و«امتزرت مخابيهم»!



إقرأ المزيد