أيلاف - 6/23/2025 2:34:04 AM - GMT (+4 )

إيلاف من طهران: من التخطيط الاستخباراتي، إلى إعداد قوائم العلماء والقادة العسكريين، مرورًا بحملة تضليل إعلامي محكمة، تكشف صحيفة "إسرائيل هيوم" في تقرير موسّع، منتفاصيل الخطة الإسرائيلية للهجوم على إيران، التي بلغت ذروتها في ضربة 13 يونيو ضد منشآت نووية إيرانية، بدعم أمريكي غير مسبوق.
عملية خداع استراتيجية بمساعدة أميركية
بحسب الصحيفة العبرية، بدأ التخطيط الجدي للعملية – التي أُطلق عليها اسم "الأسد الصاعد" – في أكتوبر 2024، بتعاون استخباراتي بين إسرائيل والولايات المتحدة، تم خلاله إعداد حملة تضليلية محكمة، هدفت إلى طمأنة إيران بأن العمل العسكري غير وارد، في وقت كانت فيه الترتيبات الميدانية تتسارع.
واستندت العملية إلى استراتيجية "قطع الرأس"، التي استخدمتها إسرائيل سابقًا في حرب 2006 مع حزب الله، حيث يتم استهداف القيادات في ضربة مفاجئة ومركزة تربك الخصم.
من استهداف حزب الله إلى إيران: التحول الاستخباراتي
حتى خريف 2024، كانت إسرائيل تعتبر استهداف إيران خطوة غير واقعية. لكن مع اغتيال عدد من قادة حزب الله – بمن فيهم حسن نصر الله، وفق مزاعم الصحيفة – بدأت تل أبيب ترى أن الوقت مناسب لمواجهة مباشرة مع طهران، خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي منح ضوءًا أخضر غير مباشر للعمل العسكري.
وبحسب "إسرائيل هيوم"، فإن قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي في 2018 دفع إسرائيل إلى تغيير استراتيجيتها الاستخباراتية بالكامل، حيث تم إنشاء وحدة متخصصة بالشأن الإيراني، وتم تعزيز نشاط الموساد داخل إيران، بالتركيز على ثلاثة أركان رئيسية: المنشآت النووية، ومنظومات الصواريخ، ومراكز تطوير الأسلحة.
"اضرب العقول قبل الأهداف": اغتيال العلماء
تكشف الصحيفة أن العمود الفقري للبرنامج النووي الإيراني هو الكادر العلمي، ولذلك قررت إسرائيل استهداف العلماء بدل المنشآت فقط. وبعد أشهر من الرصد، تم إعداد قائمة بأهم العلماء النوويين الذين لا يمكن للبرنامج الاستمرار دونهم. وتم تنفيذ بعض عمليات الاغتيال على غرار اغتيال محسن فخري زاده في 2021.
ضربة القيادة: تصفية القادة العسكريين
بخلاف طريقة استهداف العلماء، فإن القيادة العسكرية الإيرانية كانت مستهدفة بضربة واحدة مركزة، وفق الصحيفة، وكان من المخطط أن تشمل رئيس هيئة الأركان ونائبه، وقادة الحرس الثوري والقوات الجوية.
المنشآت النووية: التخطيط لضرب "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان"
اعتمدت إسرائيل في خطتها على التفوق الجوي لتحييد الدفاعات الإيرانية، وتم رسم خرائط دقيقة للأنظمة الصاروخية ومواقع المنشآت النووية. وخلصت التقديرات إلى أن منشأة نطنز قابلة للاستهداف جوًا، بينما تم تخصيص موارد خاصة للتعامل مع "فوردو" المحصنة تحت الأرض.
التضليل الإعلامي: كيف خدعت إسرائيل إيران؟
بحسب "إسرائيل هيوم"، فإن حملة إعلامية منظمة بدأت قبل أسبوعين من الضربة، شارك فيها مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي سرب معلومات مضللة للإعلام تشير إلى خلاف أمريكي-إسرائيلي بشأن النووي الإيراني، ما جعل طهران تطمئن.
وبالتوازي، تم ترويج شائعات حول قرب التوصل إلى صفقة نووية جديدة بين واشنطن وطهران، لإبعاد الأنظار عن التحضيرات العسكرية الجارية.
الدور الأمريكي: ضوء أخضر وتحالف استخباراتي
رغم أن الخطة، بحسب التقرير، وضعت في تل أبيب دون مشاركة أمريكية مباشرة، إلا أن التنفيذ لم يكن ممكنًا دون دعم واشنطن، خاصة مع وصول ترامب إلى السلطة مجددًا. وذكرت الصحيفة أن ترامب رفع القيود عن تبادل المعلومات الاستخباراتية، وأبلغ نتنياهو بأنه لن يعارض أي عمل عسكري في حال فشل الدبلوماسية.
وأشارت "إسرائيل هيوم" إلى أن ترامب شارك في حملة التضليل الإعلامي التي سبقت الهجوم، إذ صرّح علنًا بأن "الخيار العسكري غير مطروح"، بينما كانت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية تستعد للإقلاع نحو طهران.
وفي واحدة من التفاصيل اللافتة، قالت الصحيفة إن اسم العملية "الأسد الصاعد" تم اختياره شخصيًا من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في سابقة بتاريخ العمليات العسكرية الإسرائيلية.
إقرأ المزيد