«سلامتكم غايتنا» وترسيخ بيئة عمل صحية
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

في إطار حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على توفير بيئة عمل صحية وآمنة، تتواصل الجهود المؤسسية والمجتمعية لحماية صحة الإنسان وتعزيز رفاهيته، باعتباره محور التنمية المستدامة. وضمن هذا التوجه، أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بالتعاون مع إدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، عن إطلاق حملة «الوقاية من الإنهاك الحراري والأمراض 2025» تحت شعار «سلامتكم غايتنا»، وذلك يوم الجمعة 3 يوليو 2025، تأكيداً على التزام الدولة بتوفير بيئة عمل آمنة تحترم الإنسان، وتُعزز استقراره.

ويُشار إلى أن دولة الإمارات كانت سباقة إلى إصدار قرار حظر العمل وقت الظهيرة، الذي بدأ تطبيقه منذ عام 2005، في مبادرة أكدت حرص الإمارات على الاهتمام بتوفير بيئة العمل الملائمة واللائقة للعمال وتطوير وتبني التشريعات التي تضمن حقوقهم في ظل توازن العلاقة مع أصحاب العمل، انطلاقاً من القيم الإنسانية الأصيلة للمجتمع الإماراتي. وتأتي هذه الحملة استمراراً لنهج وطني ثابت، عبّر عنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بقوله: «الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال، وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذا لم يسخَّر لخدمة الشعب». وهي كلمات تختصر فلسفة بناء الدولة، التي وضعت الإنسان في المقدمة، واعتبرت كرامته وصحته أساساً لكل تطور. وفي امتداد لهذا النهج الإنساني، يواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ترسيخ مكانة الإنسان محوراً رئيساً في مسيرة التنمية الوطنية، حيث قال سموه: «الرهان الحقيقي هو على الإنسان، وعلى الاستثمار فيه، لأنه أساس التنمية، وصانع الإنجاز، وركيزة المستقبل». وانطلاقاً من هذه الرؤية، تعمل المؤسسات -العامة والخاصة- على تطوير منظومات الصحة والسلامة المهنية، وتكثيف برامج التوعية، وتحديث أنظمة العمل بما يضمن الحماية الشاملة لجميع العاملين. وتهدف حملة «سلامتكم غايتنا» المستمرة حتى نهاية أغسطس، إلى رفع الوعي بالمخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، وتوفير وسائل الوقاية اللازمة، تماشياً مع رؤية «عام المجتمع 2025».

وتتضمن المبادرة تقديم فحوص طبية استباقية مجانية تشمل قياس ضغط الدم، وفحص السكر، والنظر، وصحة الفم والأسنان، إلى جانب حملات للتبرع بالدم، وتكثيف التفتيش على مواقع العمل لضمان الالتزام بحظر العمل وقت الظهيرة، بالتنسيق مع وزارة الموارد البشرية والتوطين. كما تسلط حملة «سلامتكم غايتنا» الضوء على الدور المحوري للشراكات بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص في تعزيز مفاهيم الصحة العامة، وتبادل الخبرات، وتوسيع نطاق الخدمات الوقائية، لتصل إلى مختلف الفئات المهنية.

وتولي الحملة اهتماماً خاصاً لدمج فئة العمال ضمن منظومة الرعاية الصحية، وترسيخ ثقافة السلامة المهنية، وفقاً لأفضل المعايير العالمية، في انعكاس واضح لالتزام دولة الإمارات بحماية حقوق الإنسان، وتعزيز استدامة المجتمع. لقد شهدت الحملة نتائج ملموسة وتوسعاً سنوياً، حيث أثبتت فاعليتها، خلال الأعوام الماضية في خفض عدد حالات الإنهاك الحراري بشكل ملحوظ، بفضل تكامل الجهود وتوسيع دائرة المستفيدين.

وفي نسختها الحالية، ارتفع عدد المستفيدين من 6 آلاف إلى 10 آلاف عامل ميداني، كما توسعت لتشمل فئات جديدة مثل الأسر، والعمالة المنزلية، والعاملين تحت أشعة الشمس المباشرة، إلى جانب الوصول إلى نحو 500 ألف شخص عبر المنصات الرقمية. تُجسدِّ حملة «سلامتكم غايتنا» التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بروح التكافل الإنساني، ووضع صحة الإنسان على رأس الأولويات.

ومما لا شك فيه أن إطلاق الدورة الجديدة لهذه الحملة، وتواصل فعالياتها وجهودها على مدار 14 عاماً، إنما يؤكّدان أن الاستدامة المجتمعية تحتل مكانة مهمة في جدول الأعمال الوطني، وأن حماية العاملين في بيئات العمل المكشوفة، وتوفير بيئات عمل آمنة ومتكاملة هما ركيزتان أساسيتان في فلسفة التنمية الشاملة في دولة الإمارات. ومع تواصل فعاليات الحملة حتى نهاية أغسطس المقبل، تظل الرسالة واضحة: «سلامة الجميع هي الغاية، وبيئة العمل الصحية هي الأساس».

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. 



إقرأ المزيد