فول الصويا.. بين أكبر اقتصادين
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

مع حصاد استثنائي شهده موسمُ فول الصويا في الولايات المتحدة، يواجه المزارعون صعوبةً في توفير مساحات إضافية كافية، لتخزين الغلال، التي جنوها في أحد أكثر المواسم وفرةً. وهي صعوبة يواجهها مزارعو ولاية داكوتا الشمالية بصفة خاصة، ربما أكثر من غيرهم، حيث نرى في هذه الصورة فول الصويا، يتم تحميله على شاحنة في مزرعة قرب مدينة «كولم».

لكن السبب المباشر لهذه الصعوبة هو تأخر الطلب الصيني على فول الصويا، إذ كانت الصين أكبر مشترٍ لفول الصويا الأميركي، وذلك على مدى سنوات متتالية، قبل أن تبدي في الآونة الأخيرة تجاهلاً لمنتجيه وعزوفاً عن شرائه. فعقب الرسوم الجمركية العالية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، في فبراير الماضي، على الواردات من الصين، ردّت الأخيرةُ بوقف جميع مشترياتها من فول الصويا الأميركي. وهو قرار خلّف تداعياتٍ ثقيلةً على المزارعين في داكوتا الشمالية، والذين كانوا يُصدّرون أكثر من 70% من إنتاجهم إلى الصين. وما لم توافق بكين على استئناف مشترياتها من فول الصويا الأميركي، كجزء من اتفاق تجاري جديد بين العاصمتين، فسيواجه مزارعو داكوتا الشمالية الذين يعتمدون على السوق الصينية خسائرَ محققة.

وإلى جانب ذلك، يواجه هؤلاء المزارعون ضغوطاً متعددة، مثل انخفاض أسعار المنتجات الزراعية، وارتفاع أسعار الفائدة، وارتفاع تكاليف المدخلات.. مما يذكّر بأزمة الزراعة الأميركية في ثمانينيات القرن الماضي، والتي استنزفت جزءاً كبيراً من قوة الريف الأميركي. لكن توقف التصدير إلى الصين يمثل أزمةً كبرى لا سابق لها في تاريخ زراعة فول الصويا بولاية داكوتا الشمالية على الخصوص. ومع استمرار هذه الأزمة، وبما لها من تداعيات اقتصادية واجتماعية وسياسية، يُتَوقع أن يكون إحجام الصين عن شراء فول الصويا، وغيره من المنتجات الزراعية الأميركية الأخرى، موضوعاً محورياً في مفاوضات التجارة الجارية منذ عدة أشهر بين أكبر اقتصادين في العالم.

(الصورة من خدمة «نيويورك تايمز»)
 



إقرأ المزيد