جريدة الإتحاد - 10/23/2025 5:43:47 PM - GMT (+4 )

الشارقة (الاتحاد)
أكد مسؤولون في الجهات الحكومية المعنية بريادة الأعمال، والاستثمار، والسياحة، والتكنولوجيا في الشارقة، أن «رؤية الشارقة 2030» تمثل خطة اقتصادية طموحة ترتكز على الابتكار والاستدامة، وتسعى إلى ترسيخ مكانة الإمارة كمركز عالمي يحتضن الفكر، والريادة، والاستثمار المسؤول، ضمن بيئة تنموية متكاملة تواكب تطلعات دولة الإمارات لمستقبل أكثر ازدهاراً.
جاء ذلك على خلال جلسة بعنوان «الشارقة 2030: دفع عجلة الابتكار والاستثمار والنمو المستدام»، في ثاني أيام منتدى الشارقة للاستثمار 2025 ومؤتمر الاستثمار العالمي، الذي نظمه مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) يومي 22 و 23 أكتوبر الجاري.
وشارك في الجلسة خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة وأحمد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، ومحمد المشرخ، المدير التنفيذي لـ«استثمر في الشارقة»، وحسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار «سبارك»، وسارة النعيمي، المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع»، وأدارت الجلسة سيلفيا لامبياز، مديرة الشراكات الاستراتيجية في»ذا بزنس يير.
السياحة
قال خالد جاسم المدفع إن دولة الإمارات، بفضل رؤى قيادتها الرشيدة، أصبحت نموذجاً عالمياً في الأمن والاستقرار وجودة الحياة، ما جعلها وجهة مفضلة للسياحة والاستثمار على مستوى المنطقة والعالم. وأوضح المدفع أن القطاع السياحي في إمارة الشارقة شهد نمواً بنسبة 20% في عدد الزوار خلال عام 2024، لافتاً إلى أن روسيا والصين تمثلان من أبرز الأسواق المصدّرة للسياح إلى الإمارة، في وقتٍ تسعى فيه الدولة إلى رفع مساهمة الدخل السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم بحلول عام 2031.
وأضاف أن مشاريع تطوير البنية التحتية، مثل توسعة مطار الشارقة وشبكات الطرق الرئيسة، إلى جانب الشراكات الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص، تسهم في تعزيز جاذبية الإمارة الاستثمارية وترسيخ مكانتها كأحد المراكز السياحية والاقتصادية المزدهرة في دولة الإمارات.
من جهته أكد المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، أن الهيئة تمثّل الذراع التطويرية والاستثمارية لإمارة الشارقة، وتعمل على تنويع محفظتها الاستثمارية في قطاعات حيوية تشمل الضيافة، والفنون، والعقارات، والترفيه، بما يعزز البنية الاقتصادية للإمارة ويرسّخ مكانتها على خريطة الاستثمار الإقليمي والعالمي. وأشار إلى أن الهيئة نجحت عبر شبكة من الشراكات المحلية والدولية في ترسيخ موقع الشارقة كوجهة جاذبة للاستثمارات النوعية والمستدامة، موضحاً أن (شروق) تولي اهتماماً كبيراً بتبنّي التقنيات الحديثة ودعم مشاريع ريادة الأعمال التي تخلق فرصاً جديدة للنمو والابتكار.
وقال القصير: «اليوم نجني ثمار شراكات استراتيجية راسخة مع القطاعين الحكومي والخاص، نتج عنها مشاريع نوعية تجسّد روح الشارقة التطويرية ورؤيتها المستقبلية في الاستثمار القائم على المعرفة والاستدامة».
بيئة استثمارية متكاملة وجاذبة
بدوره قال المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، أن الإمارة تعمل على بناء منظومة استثمارية متكاملة وجاذبة بالتعاون مع وزارات الاستثمار والاقتصاد والتجارة الخارجية وعدد من الجهات المحلية، بهدف ترسيخ موقع الشارقة كوجهة رئيسة للأعمال والاستثمارات في المنطقة.
وأشار إلى أن الإمارة تركز على تطوير قطاعات استراتيجية تشمل الصحة، والزراعة، والصناعة، موضحاً أنها استقطبت أكثر من 74 مشروعاً استثمارياً أجنبياً خلال النصف الأول من عام 2025، ما يعكس الثقة العالمية في بيئتها الاقتصادية.
ولفت المشرخ إلى أن الشارقة أطلقت أول رخصة استثمارية قائمة على الذكاء الاصطناعي خلال خمس دقائق فقط، إلى جانب حزمة مبادرات جديدة لتحفيز الشركات الناشئة وجذب الاستثمارات النوعية. وأضاف: «نحن نعمل على بناء منظومة شراكات حقيقية ومستدامة تربط الشارقة بالأسواق العالمية، من خلال بيئة أعمال مرنة ومحفّزة تواكب تطورات الاقتصاد العالمي وتستشرف مستقبل الاستثمار».
وأوضح المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار (سبارك)، أن المجمع يعتمد نموذجاً مبتكراً يجمع بين الأوساط الأكاديمية والصناعة والقطاع الحكومي، بهدف تطوير مشاريع ريادية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة ودعم منظومة الابتكار في الإمارة.
وأشار إلى أن المجمع يرصد 40 مليون دولار لدعم الاستثمارات المعرفية والعلمية، ويعمل على تعزيز التعاون مع جامعات ومراكز أبحاث عالمية في مجالات التقنيات ثلاثية الأبعاد والصناعات الفضائية، بما يسهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والبحث العلمي.
وأضاف المحمودي: «نحن لا نركّز على التكنولوجيا فحسب، بل على التنمية الاجتماعية والصحية الشاملة، ولدينا مبادرات عالمية تقودها نساء تُسهم في بناء قاعدة معرفية متينة وتوسيع نطاق التأثير المجتمعي للمشاريع الابتكارية».
من جانبها، قالت سارة النعيمي، أن الابتكار وبناء الشراكات يمثلان ركيزتين أساسيتين في مسيرة الشارقة نحو المستقبل، مشيرة إلى أن الاستدامة تحظى بأولوية كبرى لدى القيادة ضمن أجندة الأمن الغذائي، والصحة، وإدارة وإعادة تدوير النفايات، بما يعكس التزام الإمارة برؤية تنموية شاملة ومتوازنة.
وقالت النعيمي: «يعمل (شراع) على دعم الشركات الناشئة والتوسع في الفرص الاستثمارية عبر مبادرات محلية ودولية متنوعة تهدف إلى زيادة تدفق رواد الأعمال والمشاريع الناشئة إلى الشارقة، وتهيئة بيئة خصبة لنموهم واستدامتهم». وأضافت: «نسعى إلى جمع رواد الأعمال والمستثمرين تحت مظلة واحدة، لضمان أن تظل الشارقة الوجهة المفضلة لريادة الأعمال والابتكار، من خلال تبنّي أفضل الممارسات العالمية في مجالات الابتكار والاستدامة والتقنيات الحديثة».
إقرأ المزيد