مستوطنون متطرفون يحرقون مسجداً ويخطون شعارات عنصرية في سلفيت
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

رام الله (الاتحاد)

أقدمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين، أمس، على حرق مسجد يقع بين بلدتي «كفل حارس» و«دير استيا» في محافظة سلفيت ضمن سلسلة أعمال عنف تصعيدية تشهدها الضفة الغربية منذ أيام.
وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، في بيان، إن «إحراق المسجد يدل بشكل واضح على الهمجية التي وصلت إليها آلة التحريض الإسرائيلية العنصرية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين».
وأضافت: «لم يعد هناك أماكن عبادة آمنة في ظل الاعتداءات والجرائم التي تتعرض لها من قبل الاحتلال ومستوطنيه»، معتبرة أن هذا الاعتداء «عنصرية استفزازية جديدة تضاف إلى قائمة جرائم الاحتلال المتسلسلة ضد المقدسات». وطالبت وزارة الأوقاف المؤسسات الإسلامية الدولية كمنظمة التعاون الإسلامي والدول العربية والإسلامية بأن تعمل على إنهاء هذه الاعتداءات.
وفي السياق ذاته، قال شهود عيان إن المستوطنين أضرموا النيران في مسجد «الحاجة حميدة» وكتبوا شعارات عنصرية على جدرانه.
وجاء هذا بعد ساعات قليلة من هجوم لمجموعة من المستوطنين على بلدة «سنجل» شمال مدينة رام الله، الذي أسفر عن إصابة فلسطيني بالرصاص في القدم خلال تصديه مع الأهالي للهجوم. ووصف رئيس بلدية «سنجل» معتز عبدالرحمن في تصريح صحفي، أن البلدة عاشت ليلة صعبة بين زخات رصاص المستوطنين.
وقال عبدالرحمن إن عشرات المستوطنين هاجموا المنطقة الواقعة جنوب البلدة وتصدى لهم أفراد الحماية والحراسة التي تم تشكيلها من أهالي البلدة، وأفشلوا محاولة وصولهم إلى الممتلكات، لكنهم أطلقوا الرصاص الحي باتجاه الشبان، وأصيب شاب برصاصة في القدم.
وتصاعد عنف المستوطنين بالضفة الغربية في الأيام الماضية كما في كل عام مع بدء موسم قطف ثمار الزيتون، حيث هاجم المستوطنون الحقول واعتدوا على المزارعين والمتضامنين الأجانب والصحفيين وطواقم الإسعاف.
بدوره، أعلن «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» في بيان صحفي، أن فريقه الميداني رصد خلال الأسابيع الأخيرة تزايداً ملحوظاً في اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين، لا سيما المزارعين، والتي شملت الاعتداء الجسدي وسرقة ثمار الزيتون وحرق الأشجار وتخريب الممتلكات، ومنع الوصول إلى الأراضي الزراعية.
وأوضح أنه وثق 324 اعتداء للمستوطنين في 39 يوماً بمعدل 8 اعتداءات يومياً، مشيراً إلى أن عنف المستوطنين خلال موسم قطف الزيتون الحالي يعد الأعلى منذ سنوات، حيث شهد 163 هجوماً أسفر عن إصابة أكثر من 143 فلسطينياً وإتلاف ما يزيد على 4200 شجرة وشتلة في 77 قرية بالضفة الغربية.
ولفت إلى أن «الهجمات التي ينفذها مستوطنون مسلحون على هيئة ميليشيات منظمة تنطلق من المستوطنات والبؤر الاستيطانية غير القانونية المنتشرة في الضفة الغربية، وأصبحت تمثل ممارسة ممنهجة للعنف المسلح ضد المدنيين الفلسطينيين».
وفي سياق متصل، عبّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، عن قلقه من أن يمتد تأثير أحداث موجات العنف التي ينفذها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة، ليقوض جهود وقف إطلاق النار في غزة.
وقال روبيو للصحفيين بعد اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في كندا رداً على سؤال عما إذا كانت أحداث الضفة الغربية يمكن أن تعرض وقف إطلاق النار في غزة للخطر «آمل ألا يحدث ذلك، لا نتوقع ذلك. سنبذل كل ما في وسعنا للتأكد من عدم حدوث ذلك».



إقرأ المزيد