جريدة الإتحاد - 11/29/2025 12:42:09 AM - GMT (+4 )
تحت جنح الأضواء الدافئة، تتراءى لك العين مثل مقلة في السماء حطت على الأرض، تقرأ تفاصيل ما يحدثه الكتاب من همس في أسماع العشاق، وترى بين الفراشات التي تحوم حول أجنحة المهرجان، ما يشبه الحلم في ليلة فيها يعزف موزارت سيمفونية الوجه الوسيم، وتعبّر أنت المدنف، بمن تهوى، وتتعلق بصفحاته، كما تتعلق الفراشات بوريقات زهرة البنفسج، تمر من هنا، وهناك، حيث تسمع صوت موسيقى تعزف من أجل الوطن، فرحة العشاق بأيام ليس لها شبيه إلا بريق العين، وهي تتألق وجداً، بنخلة الأمس، وطائر ينام قرير العين على غصن رطيب، تحب هذه الألوان، وتعشق رائحة العطر المتدفق من بين ثنايا، وأعطاف، تهفو إلى العبير، والشذا كائنات ملائكية، تخوض مع الكتاب حوار الأحباب والأحباب هم الذين يتأبطون الكتاب، كما تتأبط النخلة عناقيدها، وتحمل على عاتقها حب الحياة، حب الكتاب، مسبوكاً بحبر، وسبر، وتمضي بين الردهات، تمضي مثل نورس، يبحث عن زعنفة، مرّت على ظهر موجة، وتحفظ الدرس، وافيا من غير لعثمة، وغير تهدج.
تسير في الكواليس مثل فراشة لامس جناحيها أطراف جدول مرّ من جادة طريق أطلّت على الوجود بكتاب مؤلفه اسمه إيميل زولا، ولم تزل أنت تعشق حواري باريس التي عشقها هذا العملاق، وكتب عنها في رواية اسمها (بطن باريس) وباريس لم تزل تهوى السير، والحكايات الأصيلة كما هي العين التي لها والحكاية، ألفة العشاق، ودفء الرمال الذهبية، عند منعطفات، ومشاعر كانت، ولم تزل تغزل الكلمات، على سعفة، وغصن، وتمضي في الزمان كتاب، وذاكرة تتلو للأيام خفقات من عشق الجدول، والماء حليب النخلة، والضرع أرض، أعطت في النائبات ما جادت به الغيمة، والسماء خيمة التأمل، السماء رحلة العيون في الليالي المعتمة، والنجمة ترتل لليل حكايات امرأة غنّت للأحلام، غنّت للنخلة، وقرأت كتاباً من سالف العهد، وماضي الوطن.
هذا تصريح أول وليس الأخير، لمن يستجلي من الكلمات بعد المغزى، عندما يكون للحلم أنامل، وللكلمة، رموش، وللمعنى مقلة تدلل على ما في الجعبة، نجوم تسابق الزمان كي تدرك الوقت، ولا يغيب عنها القمر، ولا تنتهي حفلة الليل، لأن العين تهوى الزين، للعين دار كأنها السر الدفين، في ضمير الكائنات، في أحشاء سماء، في لجة خليج، أحبه أهله، فغاصوا في العميق، بحثاً عن درة، عن مهجة القلب، عن مقلة العين.
الله كم أنتِ رائعة أيها العين، وكم أنتِ مسرفة في الحب، تفيضين، بالحياة، تفيضين بالحنين، إلى كتاب ربما يغلق نوافذه اليوم، ولكنه يفتح ألف.. ألف باب بمفتاحين، مفتاح الحب، ومفتاح للحنين. فشكراً للذين يجعلوننا دوماً نكتب عن أسرار العاشقين.
إقرأ المزيد


