كأس العرب... الأسئلة الممنوعة!
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

لقد انتظم في الزمان، متخلصاً من أزمة الجدولة، خرج علينا كأس العرب في نسخته الحادية عشرة، الثانية من أصل أربع متواليات تستضيفها قطر، مبتهجاً بالعباءة التي ألقاها عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم. 
وكان من أولى عناوين هذا الابتهاج، حفل الافتتاح الجميل برمزياته ورسائله الرائعة، بشدوه وأشجانه، الذي بث في مشهدنا العربي روح الأمل في المستقبل، ليعبر من الخليج إلى المحيط إبداعنا المشترك يبثها للشباب الحالم.
أما ثاني هذه العناوين، فهو المنتج الفني الذي أخرجته المباريات حتى الآن، حيث قدمت الجولة الأولى من دور المجموعات مؤشرات دالة على أننا أمام بطولة نوعية وقوية، تتقارب فيها المستويات، إلى الحد الذي سيضعنا أمام نتائج تبدو ظاهرياً على أنها مفاجئة، لكنها في الواقع تكرّس تقلص الفوارق بين المنتخبات العربية المنتشرة في القارتين الأفريقية والآسيوية.
صحيح أن ما يشكل المشهد النهائي لكأس العرب، قوى كروية تقليدية، تعودت أن تحجز لها مكاناً في آخر الأمتار للسباق نحو اللقب.
وثالث هذه العناوين، أن كأس العرب باتت اليوم جزءاً لا يتجزأ من الأجندة الدولية، بما يعنيه ذلك من وُجد في كبريات وطليعة تواريخ كرة القدم العالمية، وأيضاً من اهتمام من الصحافة العالمية، التي تحضر اليوم في قطر بأعداد مقدرة لمواكبة الحدث الكروي الذي أعطته رعاية «الفيفا» زخماً كبيراً.
أجزم مثل الكثيرين من زملائي الإعلاميين الرياضيين العرب، أن كأس العرب تحصلت بشكل مسبق على كثير من أسهم النجاح، زماناً ومكاناً، انتظاماً وجاذبية، لكن ما نتوق إليه، هو أن تساعدنا المباريات المتبقية في دور المجموعات، وفي أدوار خروج المغلوب على وجه الخصوص، لكي نصدّر للعالم النسخة الأفضل من كأس العرب.
كلما حلّت بيننا نسخة لكأس العرب، التي توصف بأنها تجمع رائع لعرب القارتين، إلا وبرز السؤال الذي يؤثث الاستوديوهات التحليلية وموائد النقاش، أيهما أفضل، كرة قدم عرب أفريقيا أم كرة قدم عرب آسيا؟.
ومع نسبية أي جواب يمكن أن نأتي به، فإنني أعتبر السؤال في حد ذاته، تجنياً على قيم اللقاء الكروي وإفراغاً لمحتوياته الفنية، والتي تهدف إلى مد الجسور بين مبدعي كرة القدم العرب في القارتين معاً.
ومن معايشتي الطويلة لكرة القدم العربية عبر عديد تشكلاتها، أستطيع الجزم بأن هناك تقارباً كبيراً بين المنتخبات العربية، بخاصة منها تلك التي تتصدر المشهد في القارتين، بل وتناوباً على منصات التتويج، بخاصة في النسخ الأخيرة، على أمل أن تكون كأس العرب ميلاداً لمنتخبات جديدة وتحققاً لأحلام جديدة، ولعل هذه أجمل القيم وأروع الأمنيات.
هي إذن رحلة جميلة تأخذنا إلى عوالم الدهشة، الدهشة التي قال عنها الفلاسفة، إنها الطريق الأول نحو الحكمة.



إقرأ المزيد