جريدة الإتحاد - 12/5/2025 2:29:57 PM - GMT (+4 )
معتز الشامي (أبوظبي)
يلتقي منتخبنا الوطني نظيره المصري عند العاشرة والنصف مساء اليوم بتوقيت الإمارات، في الجولة الثانية لبطولة كأس العرب التي تستضيفها الدوحة حتى 18 من الشهر الجاري، وذلك لحساب المجموعة الثالثة التي يقبع فيها منتخبنا في ذيل الترتيب بلا نقاط، بينما يحتل المنتخب المصري المركز الثاني برصيد نقطة واحدة.
وتأتي هذه المواجهة في توقيت بالغ الحساسية للطرفين، إذ لا تقبل القسمة على اثنين، لكونها تمثل الفرصة الأخيرة لمنتخبنا لإعادة إحياء آماله في التأهل إلى الدور التالي، بعد الخسارة أمام الأردن بهدفين لهدف في افتتاح مشواره بالبطولة، وكذلك بالنسبة للمنتخب المصري الذي خسر نقطتين بتعادله في الجولة الأولى مع الكويت رغم تفوقه فنياً طوال شوطي المباراة.
ويتوقع أن يجري الجهاز الفني بقيادة كوزمين بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية، وربما يدفع ببعض العناصر التي ظهرت في الشوط الثاني أمام الأردن، مثل حارب عبد الله، ويحيى الغساني، اللذين أضافا نشاطاً هجومياً وحلولاً فردية افتقدها الفريق في بداية اللقاء السابق.
كما يعاني الأبيض غياب خالد الظنحاني بعد الطرد، الأمر الذي يضع المدرب أمام ضرورة إعادة هيكلة الجانب الدفاعي، وسط توقعات بمشاركة علاء الدين زهير، لتعزيز الخط الخلفي أمام منتخب مصر الذي يملك قدرات هجومية جيدة.
ويدخل الأبيض هذه المواجهة تحت ضغط الحاجة إلى الفوز، ليس فقط لتحسين موقفه في المجموعة، بل لاستعادة «الثقة الغائبة» عن الفريق منذ فترة، حيث أصبح كوزمين مطالباً قبل أي شيء بإعادة بناء الجانب النفسي ورفع الروح القتالية، إلى جانب فرض هوية فنية واضحة في الأداء، خصوصاً وأن الانتصارات غابت عن المنتخب في المباريات الأخيرة، وهو ما انعكس على ثقة اللاعبين وقدرتهم على إدارة لحظات المباراة المهمة. كما يحتاج اللاعبون أنفسهم إلى إظهار ردة فعل قوية تُعيد الفرحة للجماهير، وتثبت أن المنتخب ما زال قادراً على المنافسة.
وكانت إحصائيات المواجهة الماضية أمام الأردن قد أظهرت عدداً من السلبيات، التي كان لها دور مباشر في الخسارة، حيث فقد منتخبنا علي مستوى الالتحامات، نحو 53% من الالتحامات الأرضية و60% من الهوائية، ما يعني وجود خلل في التمركز والضغط، إضافة لعدم القدرة على فرض القوة البدنية.
كما خسر المنتخب 135 كرة خلال اللقاء، وهو الرقم المرتفع الذي يعكس سوء السيطرة والارتباك في البناء الهجومي. ودفاعياً، فقد سمح المنتخب للأردن بالتسديد 11 مرة منها 6 على المرمى، مقابل تسديدتين فقط للأبيض بين الخشبات الثلاث.
كما سجل الدفاع 22 تشتيتاً مقابل 27 للأردن، وارتكب خطأً نتج عنه هدف، ما يكشف معاناة في القراءة الدفاعية والتغطية خلف ظهيري الجنب.
وفي جانب التمرير، ورغم أن المنتخب نفذ 308 تمريرة صحيحة، إلا أن التمريرات في الثلث الأخير لم تصل لمرحلة الخطورة، إذ صنع الفريق 6 فرص فقط مقابل 7 للأردن، مع ضعف في العرضيات (36% نجاح).
وتكمن الحلول أمام منتخب مصر في مواجهة الليلة، بضرورة عدم فقدان الكرة عبر تمرير أسرع وتمركز أقرب بين اللاعبين، مع زيادة الكثافة العددية في وسط الملعب لمنع التفوق المتوقع للفراعنة في التحولات، مع الاعتماد على السرعات عبر كايو وحارب عبد الله ويحيى الغساني لخلق الزيادة الهجومية، وإحكام الجانب الدفاعي بإغلاق العمق ومراقبة التحركات بين الخطوط، مع رفع الإيقاع والضغط العالي في أول 20 دقيقة لفرض أسلوب المنتخب واستعادة الثقة مبكراً.
ويأمل الأبيض أن تكون مباراة اليوم بداية العودة إلى المسار الصحيح، ودفعة معنوية تعيده إلى نغمة الانتصارات والسباق نحو التأهل.
إقرأ المزيد


