اكتشاف 225 تمثالًا جنائزيًا داخل مقبرة ملكية في دلتا النيل
وكالة أنباء الإمارات -
[unable to retrieve full-text content]

القاهرة في 6 ديسمبر /وام/ أعلن فريق أثري فرنسي عن اكتشاف نادر يضم 225 تمثالًا جنائزيًا داخل مقبرة ملكية في مدينة تانيس، عاصمة مصر القديمة خلال الأسرة الحادية والعشرين، الواقعة في دلتا نهر النيل، في اكتشاف وُصف بأنه من أبرز الاكتشافات الأثرية التي تسهم في حل لغز أثري ظل قائمًا لعقود.

وقال عالم الآثار الفرنسي فريدريك بايرودو، رئيس بعثة حفريات تانيس، إن العثور على تماثيل جنائزية في مواضعها الأصلية داخل مقبرة ملكية لم يحدث في منطقة تانيس منذ عام 1946، كما يُعد أمرًا نادرًا للغاية في المواقع الملكية المصرية عمومًا، باستثناء مقبرة الفرعون توت عنخ آمون المكتشفة عام 1922.

وأوضح بايرودو، أن الاكتشاف جرى في 9 أكتوبر الماضي داخل قبر ضيق يحتوي على تابوت جرانيت ضخم غير منقوش، مشيرًا إلى أن التماثيل كانت مرتبة بعناية على شكل نجمة حول حفرة شبه منحرفة، وفي صفوف أفقية في قاعها، ما يعكس طقوس دفن متقنة تعود إلى تلك الحقبة.

وأضاف أن التماثيل الجنائزية، المعروفة باسم "الأوشابتي"، صُنعت لتعمل خدمًا للمتوفى في الحياة الأخرى، لافتًا إلى أن أكثر من نصفها يعود لنساء، وهو ما يعد حالة استثنائية في المكتشفات الأثرية المماثلة.

وبيّن أن الرموز الملكية المنقوشة على التماثيل قادت إلى تحديد هوية صاحب المقبرة، إذ تبيّن أنه الفرعون شوشنق الثالث، الذي حكم مصر بين عامي 830 و791 قبل الميلاد، وهو ما حل لغزًا أثريًا طال أمده، خاصة أن هناك مقبرة أخرى أكبر في الموقع تحمل اسمه لكنها لا تحتوي رفاته.

وأشار إلى أن حكم شوشنق الثالث شهد اضطرابات داخلية وصراعًا دمويًا بين مصر العليا والسفلى، ما قد يفسر عدم دفنه في المقبرة التي شُيّدت باسمه، أو احتمال نقل رفاته لاحقًا لحمايتها من أعمال النهب.

وأكدت وزارة السياحة والآثار المصرية، في بيان لها، أن هذا الاكتشاف يمثل خطوة حاسمة في تفسير طقوس الدفن الملكي خلال تلك الفترة، ويعزز القناعة بأن موقع تانيس لا يزال يحتفظ بالعديد من الأسرار الأثرية غير المكتشفة.

-خلا-



إقرأ المزيد