جريدة الإتحاد - 12/10/2025 11:33:47 PM - GMT (+4 )
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة مسيرتها الريادية في تطوير قطاع التعليم، مؤمنةً بأن المعلم هو حجر الزاوية في بناء أجيال المستقبل القادرة على قيادة مسيرة التنمية المستدامة والاقتصاد القائم على المعرفة. وفي هذا الإطار، جاء إطلاق وزارة التربية والتعليم حزمة من البرامج التدريبية المتخصصة للمعلمين تستمر خلال الفترة من 8 إلى 12 ديسمبر 2025، بوصفها خطوةً استراتيجيةً تجسّد التزاماً بالاستثمار في الكادر البشري، وقناعةً بأن جودة التعليم تنطلق من جودة أداء المعلم نفسه. وتشمل هذه البرامج ورشاً تستهدف مختلف التخصّصات التعليمية في جميع الحلقات الدراسية، على النحو الذي يضمن مواكبة التحديات العالمية في مجال التعليم، في سياق الجهود المستمرة لتحويل الدولة إلى مركز عالمي للمعرفة والابتكار مع التركيز على دمج التكنولوجيا الرقمية والمهارات الحديثة، لتصبح الإمارات نموذجاً ملهماً لما حققته من قفزات كبرى، من تعليم تقليدي إلى تعليم ابتكاري لمجتمع معرفي ريادي عالمي ذي تنافسية عالمية، يشمل كافة المراحل العمرية، ويلبي احتياجات سوق العمل المستقبلية.
وفي الواقع، فإن البرامج التدريبية المتخصّصة للمعلمين تمثل دليلاً على أن دولة الإمارات تسعى جاهدة للوصول إلى أعلى مستويات جودة التعليم، لضمان تخريج أجيال مسلحة بأدوات المستقبل، بما يسهم بشكل فعّال في دعم مسيرة الدولة خلال الأعوام الخمسين المقبلة، واتساقاً مع «الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2030» التي تعتمد على تطوير منظومة تعليمية مبتكرة، وتنمية مهارات الطالب باعتباره حجر أساس العملية التعليمية، وتعزيز عملية التطوير والتحديث المستمر لها، والتركيز على الأبحاث والدراسات، وتطوير برامج أكاديمية مبتكرة تدعم تنافسيةَ الدولة عالمياً.
ومما لا شك فيه أن التعليم أحد أهم أولويات دولة الإمارات، وهو أداة جوهرية تخدم مساعيها نحو تطوير رأس المال البشري، والاقتصاد المتنوع القائم على المعرفة. ومنذ قيام الدولة عام 1971، كفل الدستور حق التعليم لكل مواطن، وهو إلزامي حتى المرحلة الثانوية ومجاني في جميع المراحل للمواطنين في جميع أنحاء الإمارات، ما يضمن حصولَ الجميع على تعليم مجاني بجودة عالية.
وترتكز توجهات دولة الإمارات نحو تطوير قطاع التعليم على وعي بأن التحديات التي يشهدها العالم اليوم تُبرز ضرورةَ تطوير التعليم لمواجهتها، عبر إعداد كوادر وطنية وجيلٍ قادر على استشراف المستقبل والتحلي بالمبادرة والطموح، مؤمن بقيمة العلم ومنفتح على العالم ومعتز بقيمه الأصيلة، ولهذا جعلت الإمارات تطوير التعليم وبناء أجيال متمكنة من اكتساب المعرفة جزءاً من رؤية «الإمارات 2071»، حيث يشغل التعليم وتطويره موقعاً بارزاً فيها، باعتبارها رؤيةً تهدف إلى إعداد الأجيال بالمعرفة لمواكبة تحولات العالم المتسارعة.
واليوم، يشهد قطاع التعليم في دولة الإمارات نقلة نوعية تعكس رؤية القيادة الرشيدة في إرساء منظومة تعليمية متطورة، إذ جرى تطوير منهجيات تعليم حديثة ترتكز على الابتكار والتعلم المستمر، وتنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلبة. كما تعمل الدولة على تقوية الشراكة بين القطاعين التعليمي والاقتصادي لضمان مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل المتغير، بما ينعكس إيجاباً على التنمية البشرية والمجتمعية المستدامة.
وتتطلع دولة الإمارات إلى مستقبل تعليمي أكثر تطوراً وابتكاراً وتميزاً، حيث تواصل بناء منهجيات ذات أثر مستدام تتواءم مع الاحتياجات الوطنية والمستقبلية، والاستثمار في الأدوات والمنهجيات المتقدمة بما فيها الذكاء الاصطناعي، ومنصات التعلم الرقمي، وسبل التعلم الذاتي، والتخصّصات الجديدة التي تقتضيها الاحتياجات الراهنة والمستقبلية، ويتم التركيز على بناء منظومة تعليمية مرنة قادرة على تزويد الأجيال القادمة بالمهارات اللازمة لمهن المستقبل، مما يؤكد مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً للتميز التعليمي والمعرفي والابتكار.
وتمضي دولة الإمارات بثبات في مسار تطوير منظومتها التعليمية عبر رؤية شاملة تُعيد صياغةَ التعليم بما ينسجم مع أرقى المعايير العالمية وأفضل التجارب الرائدة. ويتم هذا التطوير من خلال عملية تغيير متواصلة تُدار بروح تكاملية بين المؤسسات في الدولة، الحكومية منها والخاصة، بما يعكس التزام القيادة الرشيدة ببناء نظام تعليمي ريادي ومستدام. وبهذا النهج الطموح، تواصل الإمارات تأكيد مكانتها نموذجاً عالمياً لصناعة مستقبل التعليم وتنمية رأس المال البشري.
* صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
إقرأ المزيد


