التبرعات المحلية.. طوق نجاة من التحديات الاجتماعية
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

قبل بضع سنوات كتبتُ أن «بعض أهم الأعمال وأكثرها تأثيراً التي يمكننا القيام بها كأميركيين تحدث داخل مجتمعاتنا». وما زلتُ أعتقد أن هذا صحيح. وفي البيئة السياسية الحالية، من السهل الانشغال بالمشهد الوطني والهوس بتقلبات الأحداث في واشنطن لدرجة اعتبار استهلاكنا لوسائل الإعلام السياسية نوعاً من المشاركة المدنية.

لكن متابعة الأحداث السياسية وهي تتكشف على شاشاتنا لا يعتبر مشاركة سياسية، تماماً مثل أن مشاهدة مباراة في دوري كرة القدم الأميركية ليس مثل الممارسة الحقيقية للعب كرة قدم، فنحن مجرد متفرجين. ولكي نشارك بشكل حقيقي، علينا النزول إلى الشوارع، علينا أن ننضم إلى جيراننا في مسعى مشترك، والابتعاد عن الشاشات، والخروج، والقيام بما يجعلنا أعضاء فاعلين في مجتمعاتنا.وبينما تفكرون في تبرعاتكم خلال العطلات، عليكم أن تأخذوا بعين الاعتبار المنظمات المحلية، مثل الأشخاص والمؤسسات التي تعمل في منطقتكم، لمساعدة من حولكم. وأشارك معكم ثلاث منظمات في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا، تعمل على التخفيف من الأضرار السيئة الناجمة عن بعض السياسات، وهي «مركز العدالة للمساعدة القانونية»، وبنك طعام «بلو ريدج إيريا» ومنظمة «ذا هافن» لتوفير المأوى. ويعمل مركز العدالة للمساعدة القانونية على مساعدة وحماية مجتمعات المهاجرين في وسط فرجينيا.

ويساعد المركز العائلات على التعامل مع نظام الهجرة المعقد، ويكافح فصل الأسر من قبل السلطات الفيدرالية، ويعارض إساءة معاملة المهاجرين من قبل إدارة الهجرة والجمارك، وكذلك إدارة الجمارك وحماية الحدود. كما يعمل على مساعدة سكان المنطقة في الحصول على حقوق السكن والمستأجرين، ويساعد الأفراد والأسر في الحصول على مزايا برامج المساعدة العامة. وسلط إغلاق الحكومة - الذي انتهى منذ فترة قصيرة وتخفيض مزايا برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (سناب) بشكل خاص- الضوء على أهمية بنوك الطعام المحلية في الولايات المتحدة الأميركية. ففي شارلوتسفيل، يوجد بنك طعام «بلو ريدج إيريا»، الذي خدم ما يقارب 171.200 شخص شهرياً، من بينهم 54.380 طفلاً و29.550 مُسناً، من يوليو 2024 إلى يونيو 2025، ووزع 32 مليون رطل من الطعام و27 مليون وجبة.

ويعتبر انعدام الأمن الغذائي أكثر شيوعاً من المتصور، حيث تُعد المنظمات مثل بنك طعام منطقة بلو ريدج إضافة حيوية لشبكة الأمان الاجتماعي التي تتآكل بشكل متزايد. وقد يجد أكثر من 200 شخص في شارلوتسفيل أنفسهم بلا مأوى في أي ليلة. وبفضل ارتفاع الإيجارات وندرة المساكن منخفضة التكلفة والميسورة، من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يجدون أنفسهم بلا مأوى للعيش والنوم. لدينا العديد من المنظمات المُكرّسة لمساعدة المشردين في المنطقة، ولكن إحدى المنظمات المُفضلة هي «ذا هافن»، التي تُقدم العديد من الخدمات الأساسية لأي شخص يحتاج إلى المساعدة، مثل الوجبات، والاستحمام، والتخزين، وخدمة غسل الملابس، والوصول إلى أجهزة الكمبيوتر. ويقدم «ذا هافن» أيضاً برامج مساعدة في السكن، وإحالات وظيفية، وعيادات طبية، وخدمات الصحة النفسية، ومكاناً للراحة. وتوجد مثل تلك المنظمات في كل مجتمع على مستوى كل ولاية، ما عليك إلا البحث عن بعضها بالقرب منك لتقديم دعمك، فهم في حاجة ماسة إليه.

*كاتب أميركي

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
     



إقرأ المزيد