أبناء الشهداء.. أولوية وطنية
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

أبناء الشهداء، أبناء الذين غسلوا تربة الحياة، بدمائهم الطاهرة، غيّروا وجه العالم، إلى براقة الشمس المطلة على الوجود، بقرص كأنه السبيكة العملاقة، تطوّق عنق الأحرار وتملأ الكون بهجة وسروراً. رعاية أبناء الشهداء أولوية وطنية، هكذا كان بوح ابن المؤسس الباني، سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، وهذه هي سجايا النبلاء، هذا بوح النُّجباء، هذا وَسْم عيال زايد، حفظهم الله.
اليوم ونحن نعيش هذا الزمن التاريخي، المؤزّر بسمات أجمل من رونق الدر النفيس، نجد أنفسنا أمام مسؤولية وطنية لا تعلوها مسؤولية، وهي أن نضع هؤلاء الأشبال بين الرمش والرمش، والدولة بكل أركانها لم تدّخر وسعاً في تقديم ما يلزم، وما يضع ابن الشهيد، في مرمى العين وتحت الجفن، ويجعله في الضمير عشبة برية تختزل الزمان في دقيقة واحدة، فيها تؤخذ الأنفاس من صدر رئته مفتاح البحث عن منجز تاريخي، أبجديته تتدفق من معجم الشهداء، الذين أطلقوا العنان لأفراس التضامن مع الحقيقة، ونالوا الشهادة، طائعين لنداء الوطن، ضارعين للجهاد في سبيل الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة تمتطي جياد الحقائق لتحرير الأوطان من براثن الغيّ، والطغيان، ومن شعارات صفراء فاقع لونها، تبغض الحق، وتكره الحقيقة. 
أبناء الشهداء، هم أبناء الوطن، هم فلذاته تمشي على الأرض، هم عرقه النابض في صميم الحياة، هم وجهه الناصع على جدار الزمن، هم صوره الزاهية في مرآة الذاكرة، لذا، يحق لكل مخلص، صادق، أمين محب، أن يضع الأولوية منهاجاً، لرعاية هؤلاء البراعم، والاهتمام بشأنهم، وفنهم، نبضهم، وسردهم. هؤلاء ترنيمة الوطن، عندما يشتد عود قيثارة تطلعاتهم، وتنعم أرواحهم، بسيرة الآباء الذين غابوا بأجسادهم وبقيت أرواحهم أجنحة، للأشبال، يحلون بها في سماوات ذاكرة وطن لا ينسى الأحبة، ولا تغمض عينه عن العناية بهم.
وجوه هؤلاء الصغار، تُوشّح ضمائرنا بمشاعر لا يمكن للغة أن تصفها، ولا يمكن للمعجم أن يضم بها، ولا يمكن لأبي القاسم الشابي أن يفي بحقهم عندما قال: إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلا بدّ أن يستجيب القدر..
 هذه الإمارات، هذه الإيقونة تنبري حباً للحياة لتُعلي شأن شهدائها، الذي ساموا النفس رخيصة في سبيل الحق، وأرخصوا الروح، من أجل حرية تنير دروب عشاق الحياة. هذه هي الإمارات تمضي في الحب خطوات أبعد من الشمس، وأقرب إلى الحقيقة، هذه هي الإمارات تمضي في الشفافية بثوابت أبعد من الكواكب السيّارة، وأقرب إلى القلب، لأنها آمنت بأن الحب هو سبيل الحرية، والحب هو طريق النجاة من الكراهية، والحب هو غاية العشاق في صناعة أوطان لا تغشيها غاشية البغضاء، والشحناء، والدهماء، والغوغاء، والشعواء، والعشواء، وكل من سكنته روح العبثية، عدمية الوجود.



إقرأ المزيد