خميسيات
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

- مجموعات كأس العالم لو مفصلينها عند الخياط « أكبر» ما بتكون بهالشكل « الكَوَنّ» ما باقي إلا يلبسونها على قياس المنتخبات العالمية القوية بالاسم، ذات الصيت والمنافسات والبطولات، وكأن حال البطولة المقبلة يقول: لا تحاولوا، لا تطمحوا، ولا تفكروا حتى!
- بعض المدن تخلد اسمها عن طريق أكلة معينة أو صنف من الجبن أو المشروب أو العطر، مثل «كولونيا»، مدن تركيا اشتهرت بالكباب المختلف «عنتاب، أظنه، أورفه»، هناك أشياء صغيرة تصنعها المدن وتكبر بها ومعها، وتسوق نفسها من خلالها، لا تستهينوا بالحجر الصغير، هو من يجعل الجدران الكبيرة متماسكة.
- ما أحد مثلي عنده «بارض» للنصابين السذج، والذين امتطوا صهوة الوسائط الرقمية، ويريد الواحد منهم أن يضحك عليك وعلى كل هذه السنوات التي تدحرجها في الجهات الأربع، يتواصل معك بالكتابة مدعياً أنه من سنغافورة، وساكن لندن، وحين ترى رقم هاتفه تجده من هونغ كونغ، تجعل نفسك ما تدري شيئاً عن الخطوط الدولية، وتبدأ تفرش له سجادة حمراء، وهو يهلّ من رأسه عن عملات مشفرة، فتبسط عليه الأمور، وتعترف بقلة خبرتك في هذا المجال الرقمي الجديد، فيبلع ريقه حتى يكاد أن يجرح حنجرته، لأنه ميدان النصب الحقيقي، فترفع قليلاً من حرارة المكاتبة قائلاً: أود دخول هذا السوق الجديد، وأرغب بالخروج من سوق العقارات، لقد أصبحت النقود السائلة راكدة، وبحاجة لتحريك، فتحس أن حرارة رقبته ارتفعت فجأة، ثم يعترف لك بأنه شابة تبلغ من العمر 24 سنة، وسيدة أعمال ناجحة، لكنها لا تحب أن تفصح عن شخصيتها لكل الناس إلا بعد أن تتأكد من الشخص ويحظى بثقتها، وأنها ترى فيك شخصاً على درجة عالية من الرقي والإنسانية، فتقوم بإرسال سبع صور لها بكامل أناقتها وفي أماكن مختلفة، على اعتبار أنه الطُعم الذي سيعجل بانتهاء الأمور، ويرفع من قيمة الاستثمار في العملات المشفرة، تنظر للصور غير الأصلية والمسروقة، فإذا هي لفتاة أغلب الظن أنها من هولندا، لأنها متعافية وذات صحة مكتملة، ولا تشكو نقصاً في أي فيتامين، وليس فيها أي شمخ نتيجة لطفولة غير مستقرة، وشكلها لا يوحي بشغل «نودلز» وشوربة خضراء على الفطور، واصفرار في الوجه، فتبدي إعجاباً منقطع النظير حتى لتكاد أن تستنطق أحلامه الراكضة، وتُقدر حساباته الواهنة، بما يمكن أن يجني، تقول له «لها»: تصبحين على خير، وغداً نتواصل بخصوص الشراكة معه في لعبة العملات المشفرة، وتترك له كل تلك المساحة الرخوة، وإذا كان عندي «بارض» أزيد كملت معه في اليوم التالي، وإلا عملت له «بلوك»!
- أنتم مش ملاحظين أننا نأكل من خلال الشاشة، دون طعم ولا شم ولا تذوق، كلهم يضحكون علينا بجملة «بسم الله، ما شاء الله، تبارك الرحمن»، ولا واحد من أولئك المعلنين الآكلين ببلاش وببركة دعاء كاميرا النقال، سمّى: بسم الله قبل الأكل، طيب البركة من وين تأتي؟! وبعدين «شو هالهلاعة» الذين يأكلون بقفازات نايلون سوداء أو زرقاء؟! أنا أحلف يمين أن الذين يطبخون أمام كاميرات النقال ربعهم أو ربعهن ما يطبخون في البيت، «خلاص.. لوعتوا جبود خلق الله»!



إقرأ المزيد