جريدة الإتحاد - 12/17/2025 7:57:00 PM - GMT (+4 )
أبوظبي (الاتحاد)
أصدر مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، رواية «سنوات المغر.. هوامش من سيرة الغريب» للكاتبة الإماراتية مريم الزرعوني، ضمن برنامج «قلم» للكتابة الإبداعية، الذي يهدف إلى دعم المواهب الوطنية، وإثراء المشهد الأدبي بإبداعات سردية إماراتية جديدة. ويأتي إصدار الرواية في إطار جهود المركز الرامية إلى تعزيز حضور اللغة العربية، وترسيخ دورها في التعبير عن الهوية الثقافية الإماراتية وتنوعها الإنساني، عبر مبادرات تسهم في تمكين الكتّاب، وتطوير أدواتهم السردية ضمن بيئة محفّزة للإبداع.
وتتناول رواية «سنوات المغر»، التي تقع في 223 صفحة من القطع المتوسط، سيرة شخصية «غريب» المولود في الشارقة في زمن شكّل مفترقاً تاريخياً حاسماً في الخليج العربي، حين كانت الهويات تتشكّل والحدود ترسم ملامحها الراهنة. وتستعرض الرواية، المتوفّرة على موقع «كلمة» (kalima.ae)، رحلة هذا البطل القلق في بحثه عن إثبات ذاته وإنسانيته، بينما تضعه الظروف في مواجهة عالم لا يعترف بالفرد إلا عبر الوثيقة، فتبدو مساراته وكأنها محاولة دائمة لانتزاع الاعتراف بوجوده.
وتتميّز الزرعوني في هذا العمل بلغة متدفقة وأساليب سردية مبتكرة، إذ تستنطق الجمادات لتصبح شريكة في رواية الحكاية، فتروي شجرة وصخرة ومرآة وأطياف حلمية مقاطع من سيرة «غريب»، مانحة الرواية تعددية صوتية تعكس التوتر بين زمن الشظف وزمن الطفرة، وبين انكسارات الذات وتحولاتها داخل فضاءات الخليج الممتدة، وتنسج الكاتبة عبر هذا التمازج توازياً بين تحول المكان وتحولات الإنسان، في بناء سردي محكم يوثّق الذاكرة ويستعيد طبقاتها المتراكمة.
وتُعد «سنوات المغر» العمل الروائي الأول لمريم الزرعوني الموجه للكبار، بعد أن قدمت رواية اليافعين «رسالة من هارفرد»، التي حصدت جائزة العويس للإبداع في العام 2018، إلى جانب إصدارها كتاب الأطفال «أبي الكناري الكبير» في عام 2022. وفي الشعر صدر لها «تمتمات» في عام 2017، و«لم يعُد أمراً ذا أهمية» في عام 2021، إضافة إلى مشاركات قصصية في أعمال جماعية مثل «ما غيّبه الرواة من ألف ليلة وليلة» (2021) و«سرديات البحر» (2022).
وكان مركز أبوظبي للغة العربية أطلق برنامج «قلم» للكتابة الإبداعية في عام 2023 لاستقطاب الكتّاب الإماراتيين الواعدين، وإتاحة بيئة حاضنة لتطوير مواهبهم وتوسيع آفاقهم السردية، كما يتيح للمبدعين خوض تجربة الكتابة داخل مختبرات إبداعية متخصّصة تتوج في نهايتها بنشر الأعمال المنجزة في كتب ترفد المشهد الثقافي العربي بنصوص جديدة.
إقرأ المزيد


