أيلاف - 12/20/2025 1:48:06 AM - GMT (+4 )
كيف تراجع دور أوروبا في منطقة الشرق الأوسط إلى مرتبة ثانوية؟ وما الذي يهدد الغرب أكثر من روسيا والصين وإيران؟ وكيف سيحمي الفحص الذاتي لسرطان عنق الرحم آلاف السيدات من الإصابة به؟ نجيب في جولة عرض الصحف على هذه الأسئلة عبر مقالات رأي نستعرضها من الصحف الأمريكية والبريطانية.
وبداية جولتنا ستكون مع صحيفة الغارديان البريطانية، ومقال بعنوان "أوروبا فقدت مصداقيتها تماماً في الشرق الأوسط، والطريق لاستعادتها يكمن في سوريا والعراق ولبنان".
تشير ناتالي توتشي، كاتبة المقال، إلى تضرر دور أوروبا في الشرق الأوسط بسبب ما اعتبرته "موقفها غير الأخلاقي" من الحرب في غزة، إضافة إلى إبعاد نفسها عن الدبلوماسية النووية الإيرانية.
وترى أن "موازين القوى الأوروبية تغيّرت بسبب تحالف واشنطن مع موسكو في الحرب الأوكرانية، وبسبب الشرخ العابر للأطلسي مع تعامل إدارة ترامب مع أوروبا بوصفها خصماً"، وتقول إن من أبعاد هذا التغيّر، تضاؤل أهمية أوروبا في الشرق الأوسط.
وتتحدّث عن "العقد الاجتماعي" الذي يقوم عليه التعاون عبر الأطلسي، والمتمثل بحماية أوروبا تحت مظلة الأمن الأمريكي مقابل دعم القيادة الأمريكية في منظقة الشرق الأوسط.
ولكن، حرب أوكرانيا والحاجة لضمان الدعم الأمريكي لها، تضمن "قبولاً غير مشروط لسياسات واشنطن الإقليمية، بما في ذلك قصفها لإيران"، وفقاً للكاتبة.
وعليه، توضح أن إطار العلاقة التي كانت تحكم الدور الأوروبي في الشرق الأوسط بوصفه شريكاً ثانوياً للولايات المتحدة، لم يعد قائماً، بل إن "الولايات المتحدة لم تعد تنظر إلى أوروبا كشريك لها في الشرق الأوسط".
وتضيف أنه "مع صعود فاعلين إقليميين، لا سيما دول الخليج وتركيا، باتت واشنطن تتعامل مباشرة مع الرياض والدوحة وأبو ظبي وأنقرة"، بدلاً من أوروبا.
وتقول "لم تعد أوروبا تُتهم بازدواجية المعايير، بل بات يُنظر إليها على أنها بلا معايير على الإطلاق".
وتعود الكاتبة لتسليط الضوء على موقف أوروبا من "أكثر قضايا الشرق الأوسط إلحاحاً"، أي الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والملف النووي الإيراني، مبيّنةً أنها لم تعد قادرة على الاضطلاع بدور يتجاوز حدود دعم مساعي دول الخليج للتأثير على ترامب، لكون "دورها في المنطقة تراجع إلى مرتبة ثانوية".
وتقترح الكاتبة أن تحاول أوروبا استعادة دورها في المنطقة من خلال "التركيز على بلاد الشام، وتحديداً لبنان والعراق وسوريا" التي تصفها بأنها "شديدة الهشاشة".
وتعزز مقترحها، بالتنويه إلى أن ترامب لا يُبدي اهتماماً كبيراً في هذه البلاد، باستثناء سوريا منها، وعليه، ترى توتشي أن "هناك فراغاً يمكن لأوروبا أن تُسهم في ملئه" في بلاد الشام.
- الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتطلعان إلى فرض عقوبات جديدة على إيران بعيد هجومها على إسرائيل
- من هم الرابحون والخاسرون في اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي؟
وننتقل إلى صحيفة التلغراف البريطانية، ومقال للكاتب ليام فوكس بعنوان "إن أكبر تهديد منفرد لأمننا القومي ليس روسيا أو الصين أو إيران".
ويُحذر الكاتب في مقاله من أن مستويات الديون المرتفعة في الغرب، والتي زادت بفعل الاستهلاك والرعاية الاجتماعية، تعيق القدرة على زيادة الإنفاق الدفاعي والأمني.
ويشير إلى تزايد التعاون بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، الذي يهدد، برأيه، "العالم الحر وقيمه".
ويبيّن أن دول غربية مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، تنفقان على فوائد الديون مبالغ تفوق تلك التي يتم إنفاقها على الميزانية الدفاعية، مُفسّراً ذلك على أنه "تجاهل لتحذيرات التهديد الروسي".
ويقول إن "نسبة الدين الحكومي تقترب إلى الناتج المحلي الإجمالي في ست من دول مجموعة السبع" مشيراً إلى أنها تصل مئة في المئة أو تتجاوزها، معتبراً أن "هذه المشكلة تتفاقم بسبب حزم التحفيز الضخمة والمكلفة التي طُبقت خلال الأزمة المالية العالمية وجائحة كوفيد".
"كون نسبة كبيرة من هذه الديون مملوكة لحكومات أجنبية، بما فيها الصين، فإن هذا يعتبر نقطة ضعف استراتيجية"، يقول الكاتب.
ويضيف أن استدامة الدين الوطني "لا يهدد الجيل القادم بإرث اقتصادي مدمر فحسب، بل يخلق حالة طوارئ أمنية وطنية، ويضعنا في موقف هش تاريخياً".
ويدعو فوكس إلى زيادة الإنفاق على الدفاع والأمن، وأن لا يكون إنفاقاً اختيارياً للحكومات، مقترحاً أن يتم "تقاسم عبء الأمن بشكل عادل بين الحلفاء، مع مساهمة مالية تتناسب مع التعهدات".
ويحذر في الختام من أن "الذين يهددون أمننا وقيمنا مؤخراً أظهروا استعدادهم لمواجهتنا وتحدينا"، ولذلك يجب أن يتحقق التوازن في الميزانيات، وفقاً له.
- الناتو يستجيب لمطلب ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي
- ما هي خطة "إعادة تسليح أوروبا" والعقبات التي قد تواجهها؟
ونختتم جولتنا بمقال يحمل خبراً ساراً للنساء، بعنوان "أصبح بإمكان النساء الآن إجراء اختبارات الكشف عن سرطان عنق الرحم بأنفسهن"، للكاتبة ليانا س. وين، في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وتتحدّث الكاتبة عن إدراج الجمعية الأمريكية للسرطان الفحص الذاتي ضمن توصياتها الرسمية بشأن سرطان عنق الرحم، مما يجعل الفحص أكثر سهولة وراحة للنساء اللواتي يجدن الفحوص التقليدية مزعجة أو غير مريحة.
وتقول إن العديد من النساء يجدن الفحص التقليدي لسرطان عنق الرحم والذي يعتمد على فحص الحوض في العيادة، غير مريح ومُرهق، وعليه غالباً ما يتأخر الفحص أو يتم تجاهله تماماً، ما يُؤدي إلى عواقب وخيمة.
وتوضح الأهمية الصحية للفحص الدوري، بأنه قادر على الوقاية من سرطان عنق الرحم بشكل شبه كامل، محذرة من أن التأخر في إجراء الفحص أو عدم إجرائه يؤدي إلى آلاف الإصابات والوفيات سنوياً.
وتشير إلى أن الجمعية الأمريكية للسرطان أضافت الفحص الذاتي كخيار مقبول إلى جانب الفحص التقليدي، بهدف توسيع الخيارات للنساء دون المساومة على دقة الكشف.
وتبيّن أن الفحص الذاتي خيار وليس شرطاً، ولا يناسب جميع النساء، وإنما من يستوفين معايير الفحص الروتيني، ممن تجاوزن سن 25 عاماً ولم يسبق لهنّ الحصول على نتائج غير طبيعية أو أعراض قد تُشير إلى سرطان عنق الرحم.
وتؤكد أن أفضل النتائج تأتي من الجمع بين الفحص والوقاية المتمثلة بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري.
وتختتم مقالها بالتنويه إلى أن الابتكارات الطبية أصبحت ضرورية لتغطية الفجوات الناتجة عن السياسات التي تحد من الوصول للرعاية الصحية، وليس فقط لتحسين جودة الرعاية.
- ترامب ينتقد حكومات أوروبية: "قادة ضعفاء ودول تتدهور"
- "أوروبا تواجه لحظة أمنية لا تحدث إلا مرة واحدة كل جيل"
- ما هو لقاح سرطان عنق الرحم ومن يمكنه الحصول عليه؟
إقرأ المزيد


