«خارج النص».. الأدب فضاء بصري
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

فاطمة عطفة 

لا يُعدّ معرض «خارج النص» فعالية فنية تقليدية، بقدر ما هو مشروع ثقافي عابر للتصنيفات، احتفاء بمرور 30 عاماً على تأسيس «صالون الملتقى الأدبي»، كما يفتح مساحات جديدة للتلاقي بين الأدب والفنون البصرية، عبر تحويل النصوص الروائية والشعرية الإماراتية إلى أعمال تشكيلية ومنحوتات معاصرة. في هذا الفضاء، تتقاطع الكلمة مع اللون، وتلتقي الحكاية بالصورة، فيما تستعاد الذاكرة بوصفها إحساساً حياً قابلاً للرؤية والملامسة، في تجربة تُعيد تعريف علاقة المتلقي بالنص الأدبي خارج حدود القراءة الورقية.

يقدّم «خارج النص» تجربة فنية أدبية تحتفي بالأدب الإماراتي، وتمنحه امتدادات بصرية تعكس عمقه الإنساني والجمالي. ولا يكتفي المعرض بعرض أعمال مستلهمة من النصوص، بل يؤسس لحوار خلاق بين الأدباء والفنانين، ويضع «صالون الملتقى الأدبي» أمام تجربة حسية متكاملة، تُقرأ وتُشاهد في آن واحد، بما يعزز حضور الأدب في الفضاء البصري المعاصر.
 في هذا السياق، أوضحت أسماء صديق المطوع، مؤسسة «صالون الملتقى الأدبي»، أن المشروع يأتي ضمن مبادرات «عام المجتمع»، ويجسد روح التعاون والإبداع الجماعي، من خلال مشاركة عدد من الفنانين الإماراتيين بلوحاتهم ومنحوتاتهم الفنية.  
وقالت المطوع إن الأدب في هذا المشروع لا يُقدَّم بوصفه نصاً مكتوباً فحسب، بل كحالة حيّة نابضة بالمشاعر، مشيرة إلى أن كل عمل أدبي مشارك في المعرض هو نبض من وجدان إماراتي مشترك، يتجدد في هيئة عمل فني يترجم الحروف إلى إحساس، والمعاني إلى تجليات بصرية وسمعية، تعكس التقاء القراءة بالرؤية الفنية.

ومن بين المشاركات، قدّمت الفنانة الدكتورة نجاة مكي، عملاً تشكيلياً مستلهماً من رواية «يوميات روز» للروائية ريم الكمالي، عبّرت من خلاله عن رحلة امرأة واجهت زمناً قاسياً بإصرار وقوة. وأوضحت أن عناصر اللوحة، وتدرجات اللون، والمساحات الممتدة بين الصحراء والبحر، جسّدت معاناة البطلة ورحلتها في مواجهة الظروف حتى بلوغ الهدف.
وأشارت مكي إلى أن المعرض يخلق أبعاداً فكرية وثقافية تمتد إلى الفنانين والجمهور على حد سواء، لافتة إلى دوره في تحفيز الشباب على خوض تجاربهم الإبداعية الخاصة.  
بدورها، عبّرت الفنانة التشكيلية كاميليا محبي، عن سعادتها بالمشاركة في «خارج النص»، معتبرة أن التجربة شكّلت نقطة تحول في علاقتها بالأدب الإماراتي. وأوضحت أن قراءتها لرواية «شاهندة» للكاتب راشد النعيمي فتحت أمامها آفاقاً جديدة للتأمل والبحث، مؤكدة أن العلاقة بين الفن التشكيلي والإبداع الأدبي علاقة عميقة ومتداخلة.
أما الفنان جلال لقمان، فقد شارك بعمل نحتي بعنوان «أنياب وعيون»، مستلهماً رواية للكاتبة فاطمة المزروعي. وجسّد العمل صورة امرأة تواجه أحكام المجتمع ونظراته بثبات، مستخدماً مادة الفولاذ للتعبير عن صلابتها وقوتها. وأوضح أن المرأة تظهر في العمل وسط عاصفة من العيون، لكنها تمضي في حياتها بثقة ويقين.
وأشاد لقمان بمبادرة «صالون الملتقى الأدبي»، مؤكداً أن معرض «خارج النص» يقدّم نموذجاً حيّاً لاندماج الأدب مع التشكيل والموسيقى، ويعكس مسيرة الحركة التشكيلية في الإمارات من التأسيس حتى اليوم. 

 

 

 

 

 

 

 



إقرأ المزيد