موتو جي بي: عناد الـ"مارتينايتور" خورخي مارتن يقوده إلى دخول التاريخ
ايلاف -

باريس : أثبت الإسباني خورخي مارتن، الملقب بـ"مارتينايتور"، أن العناد قد يأتي بثماره، وذلك من خلال دخوله تاريخ بطولة العالم للدرجات النارية كأول من يتوّج باللقب في فئة موتو جي بي من دون أن يكون أحد دراجي الفرق التي تمثل الشركة المصنعة.

قاد مارتن دراجة دوكاتي براماك إلى اللقب العالمي الأحد بحلوله ثالثا على حلبة مونتميلو في برشلونة التي احتضنت الجولة العشرين الأخيرة عوضا عن فالنسيا بسبب الفيضانات المدمرة التي ضربت شرق إسبانيا.

حسم مارتين لقبه الأول في الفئة الكبرى من دون أن يخاطر في السباق الختامي الذي أحرزه منافسه الوحيد الإيطالي فرانتشيسكو بانيايا، دراج الصانع الإيطالي دوكاتي الذي اكتفى بالوصافة بعدما كان البطل في العامين الماضيين.

ورغم أن مارتن فاز بثلاثة سباقات فقط من أصل 20 هذا الموسم، مقارنة بـ 11 انتصارا لبانيايا الذي بات أول دراج يحرز هذا العدد من السباقات في موسم واحد في موتو جي بي من دون أن يتوّج باللقب، إلا أن ثبات مستواه وغياب الأخطاء في النصف الثاني من الموسم كانا مفتاح الإسباني نحو تحقيقه الانجاز.

بالنسبة لمارتن "كانت رحلة طويلة ومليئة بالحوادث والإصابات الكبيرة، وأخيرا نحن هنا. لذا شكرا للجميع، وشكرا للجماهير. هذا أيضا من أجل فالنسيا (أن يتوّج) دراج إسباني".

من جانبه، هنأ بانيايا زميله السابق في فئة موتو 3 بعد تتويجه باللقب، قائلا "أعتقد أنه يستحق ما حققه. هذا اليوم له. أريد فقط أن أشكر فريقي، فقد قام بعمل مذهل. أما البقية، فهي قصة أخرى، لكن تهانينا لخورخي".

بات مارتن الأحد في برشلونة وبين جماهيره أول دراج يحرز اللقب على دراجة "زبونة" في حقبة موتو جي بي، فيما كان الإيطالي الأسطوري فالنتينو روسي آخر دراج يحقق ذلك خلال لكن خلال حقبة 500 سنتم مكعب عام 2001.

"مارتينايتور"

كان ابن الـ26 عاما عازما على تعويض ما فاته الموسم الماضي حين اكتفى بالمركز الثاني خلف بانيايا، قائلا في حينها بثقة كبيرة "سأعود" في رهان يبرر تماما لقب "مارتينايتور" الذي أطلق عليها كمزيج بين اسمه وشخصية أرنولد شوراتسينغر في فيلم "ترمينايتور".

وقال في أوائل تشرين الأول/أكتوبر قبل سباق جائزة اليابان الكبرى "ربما كنت أسرع الموسم الماضي لكن هذا العام أنا أكثر اكتمالا".

فاز الموسم الماضي بأربعة سباقات مقارنة بثلاثة هذا الموسم، لكن في 2024 كان أكثر ثباتا إذ صعد إلى منصة التتويج 16 مرة، مقابل ثماني مرات فقط في 2023.

بطوله البالغ 1.68 م وبشرته السمراء وعيناه الثاقبتان ووشومه العديدة، يعتبر مارتن النقيض لبانيايا أو حتى مواطنه مارك ماركيس، بطل العالم ست مرات الذي أنهى الموسم الحالي ثالثا في الترتيب العام بعد حلوله ثانيا في سباق الأحد خلف زميله المستقبلي في دوكاتي.

من أجل تخليد تاريخ فوزه بسباقه الأول في فئة موتو جي بي هناك وشم "8.8.21" على ذراعه اليسرى، أي تاريخ إحرازه جائزة ستيريا الكبرى في 8 آب/أغسطس 2021، قبل أن يضيف منذ حينها سبعة وشوما أخرى.

قبل ذلك، كان المولود في سان سيباستيان دي لوس رييس، بالقرب من مدريد، بطلا للعالم في فئة موتو 3 عام 2018 بعدما فاز قبلها بـ "كأس الناشئين"التي تشكل نقطة الانطلاق نحو موتو جي بي، وذلك في عام 2014 عندما كان في السادسة عشرة من عمره.

قبل ركوب الدراجات النارية، اختبر الفنون القتالية وكرة المضرب، لكن حب الدراجات سيطر عليه عندما ذهب إلى الحلبات كطفل مع والديه أنخل وسوزانا لدعم الدراج الإسباني أليكس كريفيليه، بطل العالم في الفئة الأولى 500 سنتم مكعب عام 1999.

أفضل وداع لبراماك

ما زال يحتفظ بالعلم الإسباني المزين بالثور الأسود الذي أخذه معه إلى الحلبات في ذلك الوقت ولفه بشكل خاص حول كتفيه في لفة شرف خلال تتويجه بلقب  موتو 3 عام 2018 وبعد فوزه الأول في موتو جي بي عام 2021.

خارج الحلبات، يمارس مارتن رياضة الدراجات الهوائية، إضافة إلى استمتاعه على لوح التزلج (سنوبورد) حيث لا يذهب بعيدا للبحث عن المنحدرات الثلجية، إذ يسكن في أندورا، مثل العديد من منافسيه الآخرين في بطولة موتو جي بي، بدءا من الفرنسي فابيو كوارتارارو، بطل العالم في عام 2021.

يعد لقب مارتن أفضل هدية لبراماك، ليس لأنه سينتقل الموسم المقبل إلى الصانع الإيطالي أبريليا وحسب، بل لأن فريق جينو بورزوي قرر الانتقال بدوره إلى شراكة مع ياماها، منهيا 20 عاما من التعاون مع دوكاتي.



إقرأ المزيد