جريدة الإتحاد - 5/13/2025 12:20:14 AM - GMT (+4 )

ذات مرة، وفي لقاء مع أبنائه المواطنين بمجلسه العامر، لخّص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نظرته تجاه كل فردٍ منهم كأنجاله، ووقوفه إلى جانبهم باعتبارهم عائلة واحدة، «بغضّ النظر عن اللهجة أو الملابس، وبغضّ النظر عن القبيلة». وسأل سموه الحضور عن «القبيلة الأصح»، فكانت الإجابة، وبصوتٍ واحد: «الإمارات»، في تعبيرٍ عن قوة الانتماء وعمق المواطنة، كما ينظر لها سموه في رحاب «البيت المتوحد».
وقبل أيامٍ قليلة، وفي جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، التي تتشرف بحمل اسم سموه، تابعنا مقاربة علمية وأكاديمية لذلك الفكر، من خلال مناقشة أطروحةٍ لنيل درجة الدكتوراه للدكتور علي الأحمد، بعنوان: «مفهوم المواطنة وقيمها في فكر محمد بن زايد»، تناولت هذا الجانب المهم للغاية، باعتباره «أحد المحاور الرئيسية في بناء الدولة الحديثة».
أبرزت الرسالة، من خلال تحليل مرتكزات فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في بناء المواطنة، خمسةَ محاور رئيسية، هي: الاستثمار في الإنسان، ترسيخ التربية الأخلاقية، الحفاظ على الهوية الوطنية، تعزيز المشاركة والمسؤولية المجتمعية، ونشر ثقافة التسامح والتعددية.
وجاء في الرسالة، التي نوقشت ونال صاحبها عنها الدرجة العلمية بامتياز أن «المواطنة اليوم لم تعد مجرد انتماء قانوني أو هوية وطنية، بل أصبحت منظومة متكاملة من القيم، تعكس العلاقة التفاعلية بين الفرد والدولة، وعياً بالحقوق والواجبات، والتزاماً بالمصلحة العامة، واندماجاً فاعلاً في مشروعات التنمية والبناء».
وناقشت «أسس المواطنة من منظور معاصر، وأبرز القيم الأساسية التي تتضمنها، كالولاء، والانتماء، والمسؤولية، والعدالة، والتسامح، واحترام القانون، والعمل، والإنتاجية. كما تناولت تفاعل هذه القيم مع السياق الثقافي الإماراتي، الذي يتسم بالتعددية والانفتاح، في إطارٍ من الأصالة الثقافية والدينية».
وأظهرت الكيفية التي تجسدت بها رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، من خلال السياسات التعليمية، والمبادرات الوطنية، والبرامج الاجتماعية، التي تهدف إلى إعداد جيل إماراتي متوازن، منفتح، منتج، وملتزم بقضايا الوطن. كما أبرزت حضور القيم الوطنية القوي في خطابات سموه، لا سيما قيم الولاء والانتماء، وتقدير العمل والاجتهاد، والإيثار، واحترام القانون، والتسامح، إضافة إلى الاعتزاز بالهوية. وأكدت أنه «بات مرجعية فكرية وسلوكية توجّه السلوك الفردي والجمعي في دولة الإمارات».
وخلصت الرسالة إلى أن «فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله، يشكل نموذجاً رائداً في ترسيخ مفهوم المواطنة القائمة على القيم، ويعد أساساً متيناً لبناء مستقبل إماراتي مزدهر ومستقر، يستند إلى الإنسان بوصفه جوهر التنمية وغايتها». ويبقى فكره بحراً غزيراً، تنهل منه وتتشكل أجيال المستقبل.
إقرأ المزيد