الإبرة السحرية
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

في غضون زمن قليل، نالت إبرة يُطلق عليها البعض «الإبرة السحرية» شهرة واسعة بين الذين يطلبون الرشاقة والجسم المثالي من دون جهد بدني أو رياضي حقيقي. 
وأغرب ما في الأمر، أن الأطباء الذين كانوا يحذرون منها في البدايات، أصبحوا هم من يروّج ويشجّع عليها، مستغلّين الإقبال الكبير عليها، حدّ الهوس، من جانب الراغبين في التخلص من السمنة أو الوزن الزائد، بسرعة، ومن دون جهد كبير.
الإبرة التي كانت أساساً لعلاج مرضى السكري، تحوّلت إلى منحى ومجال آخر، واندفعت خلفها شرائح واسعة من الناس، بل أصبحت تُباع بأسعار تصعد وتهبط بحسب الموسم، وحيّرت معها شركات التأمين الصحي: هل تُعدّ ضرورة علاجية أم مسألة تتعلّق بأمور اكتساب القوام الرشيق؟.
في العيادات والمراكز المتخصصة بأمراض السكري والغدد الصماء، ترى شباباً وشابّات، بل وأطفالاً يعانون السمنة المفرطة، وهم يغادرون الصيدلية محمّلين بأكياس متورّمة من مختلف الأدوية الخاصة بعلاج السكري وتوابعه. وبين كراسي المنتظرين، تتطاير نصائح متبادلة لتجربة «الإبرة السحرية» للتخلص من السمنة وما جلبته معها من علل.
وللأسف، لا تتطرّق أيٌّ من تلك النصائح المتطايرة، سواء في قاعة الانتظار أو في المجالس، إلى أهمية الغذاء الصحي والاعتدال في تناول بعض المأكولات والحلويات، والأهم من ذلك، ممارسة الرياضة والنشاط البدني.
مؤسسات الدولة، وفي مقدّمتها وزارة التربية والتعليم، ودائرة التعليم والمعرفة، ومجلس أبوظبي الرياضي، يطلقون المبادرات والبرامج تِلو الأخرى للتشجيع على ممارسة الرياضة واعتماد نمط الحياة الصحية.
كما نفّذت دائرة البلديات والنقل في مختلف مدن ومناطق إمارة أبوظبي، حدائق عامة، ومماشي، ومسارات للدراجات وفق أرقى المواصفات العالمية، وتضم ألعاباً ومعدات للتمارين، ومع هذا، تشكو من هجران روادها، الذين يتذرّعون بحرارة الطقس صيفاً، وببرودته بقية العام.
وفي هذا الإطار أيضاً، تبرز أهمية تضافر جهود مختلف الجهات وتعاونها وتكاملها لإنجاح الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السمنة، خاصةً المتفشية بين الطلاب الصغار في المدارس. وهنا تبرز أدوار دوائر التنمية الاقتصادية والبلديات في تشجيع المنشآت الغذائية على بيع الأغذية والمأكولات الصحية بأسعار معقولة، وفي الوقت ذاته، رفع الضريبة على تلك التي تضر بصحة الناس، وهو إجراء طبقته العديد من الدول في أوروبا، وأيضاً الولايات المتحدة، التي استشعرت مبكراً الآثار الخطيرة للوجبات السريعة على الصحة، وفرضت ضريبة تصاعدية عليها بحسب سعراتها الحرارية.
وعندما توسّعت العديد من شركات إنتاج الأغذية في طرح منتجات صحية وعضوية، بالغت في أسعارها. وقد يكون لها مبرراتها جرّاء ارتفاع التكاليف، لكنها غير مقنعة أمام تعاظم مخاطر السمنة واستسهال اللجوء إلى «الإبرة السحرية».



إقرأ المزيد