«الزير سالم».. ملحمة تراثية برؤية مسرحية معاصرة
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

محمد عبدالسميع (الشارقة)

ضمن ليالي فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي، شهد جمهور المهرجان العرض المسرحي المصري «الزير سالم»، الذي قدّم قراءة مسرحية معاصرة لإحدى أشهر السير الشعبية العربية، في تجربة جمعت بين الشعرية الدرامية وخصوصية الفضاء الصحراوي المفتوح. العرض من إعداد وإخراج الدكتور جمال ياقوت، وقدّمته فرقة مجموعة الإبداع، في معالجة مسرحية حاولت إعادة تفكيك الموروث الحكائي وإعادة تقديمه برؤية معاصرة.
فنياً، يُؤخذ على العمل الإكثار من المقاطع الغنائية، إذ تجاوز عددها سبع أغانٍ، ورغم قصرها، فإنها أثّرت على إيقاع العرض العام، ولم تخدم دائماً تصاعده الدرامي بالشكل المطلوب.
في المقابل، جاءت الرؤية الإخراجية للفضاء الصحراوي منسجمة عضوياً مع طبيعة النص، حيث تم تطويع الرمال والكثبان واتساع المكان ليصبح جزءاً من البنية السينوغرافية، ملغياً الحاجز التقليدي بين الخشبة والجمهور، الذي وجد نفسه شاهداً على الصراع من داخله لا من خارجه.
واعتمد العرض على وفرة العناصر البصرية في المكان، من خيام وخيول وتوزيع مدروس لحركة الممثلين، ضمن منظومة فنية متكاملة، عززتها إضاءة لعبت دوراً محورياً في تشكيل الفضاء الدرامي، خصوصاً في هذا العرض الليلي المفتوح.
وأسهمت الإضاءة في تحديد الانتقالات الزمنية والنفسية بين المشاهد، ومنحت الشخصيات أبعادها الداخلية، إذ رافقت الإضاءة الدافئة لحظات العشق والبوح، بينما حضرت الإضاءة الحادة والظلال الثقيلة في مشاهد الصراع، معبرة عن التوتر والقسوة. هذا التباين الجمالي أسهم في قراءة الحالة النفسية للشخصيات، وفي توجيه انتباه المتلقي داخل فضاء العرض الصحراوي الرحب.



إقرأ المزيد