- 5/28/2024 10:11:29 AM - GMT (+4 )
أكدت صحيفة “الخليج” أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، إلى جمهورية كوريا، اليوم، ليست مجرد زيارة عادية، تلبية لدعوة الرئيس الكوري، يون سوك يول، إنما هي زيارة تحمل أبعاداً ذات مضامين متعدّدة، سياسية، واقتصادية، وتنموية، في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين التي شهدت تطوراً متواصلاً منذ إقامة علاقات دبلوماسية قبل 44 عاماً، وتم تتويجها عام 2018 بشراكة استراتيجية خاصة، حيث توسعت العلاقات، لتشمل كل المستويات في مختلف مجالات التعاون، السياسية والاقتصادية، والثقافية، والتقنية، ولعبت الزيارات المتبادلة على كل المستويات، دوراً مهماً في تعزيز العلاقات ودفعها إلى الأمام.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها الصادرة اليوم تحت عنوان “أهمية آسيا”: “ وإذ تتجه دولة الإمارات شرقاً، فلأنها تدرك أهمية القارة الآسيوية، وطبيعة التحولات العالمية خلال العقود الأخيرة، خصوصاً أننا نعيش عصراً يتسابق فيه العالم نحو التنسيق والتعاون، وزيادة مساحة الانفتاح، وإقامة التكتلات السياسية والاقتصادية الكبرى، في زمن لا يحتمل الانتظار، والتفرج، أو العيش في أبراج عاجية، إنما الانخراط في السباق العالمي القائم”.
وأضافت أن آسيا قارّة لم تعد كما كانت من قبل، هي الآن تتقدم بسرعة مذهلة، وتحتل مواقع اقتصادية، وتنموية، وتقنية، متقدمة، وتنافس على المواقع الأولى عالمياً، وقد دخلت دولة الإمارات بصفتها دولة آسيوية في هذا السباق، وبدأت تشق طريقها بثقة واقتدار، لاحتلال الموقع الذي تستحقه في مقدمة المؤشرات العالمية، وأصبحت مركزاً اقتصادياً مهماً يربط دول القارّة بالعالم، بصفتها الدولة الرائدة في المنطقة، وفي نموذجها الاقتصادي، وديناميّتها السياسية.
وأشارت إلى أن العلاقات الإماراتية - الكورية شهدت قفزة مهمة خلال السنوات الأخيرة في مختلف الميادين، فقد بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية خلال 2023 نحو 19.4 مليار درهم، بنسبة نمو 12.5 %، مقارنة مع 2021، وتشكّل جمهورية كوريا الشريك التجاري الـ 10 ضمن دول آسيا غير العربية لتجارة الإمارات غير النفطية، وتشكّل أيضاً الشريك التجاري الثاني عربياً، والـ14 عالمياً خلال 2023، حيث إن الإمارات تستأثر بنسبة 20% من تجارة كوريا مع الدول العربية، فيما تبلغ استثمارات كوريا في دولة الإمارات نحو 8 مليارات درهم، في المقابل تمتلك دولة الإمارات استثمارات مباشرة في كوريا بقمية 2.1 مليار درهم.
وأضافت أن التعاون يتعزز بين البلدين في مجالات التكنولوجيا، والابتكار، والطاقة المتجددة، والزراعة، وقطاع الطاقة النووية للأغراض السلمية، والبناء على النجاحات التي تحققت من خلال تعاونهما المثمر في إنشاء محطات براكة للطاقة النووية السلمية، والعمل على زيادة الاستثمار في مجال الاقتصاد الأخضر، والطاقة النظيفة، عبر تفعيل الاتفاقيات الموقعة خلال القمة الرئاسية في يناير الماضي، التي جمعت بين صاحب السموّ رئيس الدولة، والرئيس الكوري يون سيوك يول، في أبوظبي.
وأكدت “الخليج” في ختام افتتاحيتها أن زيارة صاحب السموّ رئيس الدولة، إلى جمهورية كوريا، حيث ينتقل بعدها إلى الصين، تشكّل نموذجاً مميزاً للنهج الذي تبنّته دولة الإمارات في تنويع الشراكات الاستراتيجية، من أجل توفير هوامش أوسع في حركتها ضمن النظامين، الإقليمي والدولي، وإطلاق علاقات متعدّدة الاتجاهات، بما يمنحها مرونة واسعة في التحرك، لتحقيق أهدافها ومصالحها، وتعميق تحالفاتها مع القوى الكبرى، والمؤثرة في آسيا، مثل جمهورية كوريا، وجمهورية الصين الشعبية.