صوت الإمارات - 5/1/2024 2:08:03 PM - GMT (+4 )
أطلقت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة «تقرير الأثر» لبرنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين تحت عنوان «مستقبل العمل: انتشار أماكن العمل الداعمة للوالدين في الإمارات العربية المتحدة»، والذي يسلط الضوء على أبرز نتائج البرنامج المبتكر الذي أطلقته «الهيئة» عام 2021، وتأثيراته الإيجابية على صعيد المؤسسات والقوى العاملة والأطفال والمجتمع، ودوره كذلك في ترسيخ أفضل الممارسات الخاصة بتمكين الوالدين العاملين ضمن بيئات العمل المستقبلية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي تم بمشاركة عدد من ممثلي المؤسسات الحاصلة على علامة الجودة في الدورتين السابقتين، وحضور كل من هدى الهاشمي، رئيس الاستراتيجية والابتكار الحكومي بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وطارق بن هندي، شريك مؤسس في «غلوبال فينتشرز»، ولوسي د أبو، المدير التنفيذي لشركة توغيذر، وعمر خان، رئيس مركز الدراسات والبحوث التجارية في غرف دبي، والدكتورة صليحة أفريدي، اختصاصية علم النفس ومؤسس لايت هاوس أرابيا، وتضمن مجموعة من النقاشات والتطلعات حول مستقبل العمل وانتشار أماكن العمل الداعمة للوالدين على مستوى الدولة، بما يتماشى مع رؤية القيادة الحكيمة للدولة في تحقيق ازدهار المجتمع، وترسيخ الاستقرار الأسري، وتعزيز الاستدامة.
يسهم البرنامج في تمكين الآباء والأمهات العاملين من تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، وضمان حصول أطفالهم على أفضل سبل الرعاية والاهتمام، وتنفيذ سياسات مرنة في مكان العمل، وتعزيز رفاهية الموظفين، وتمتين الروابط الأسرية، وصولاً إلى تشجيع الموظفين على زيادة المشاركة والإنتاجية، وتعزيز رفاهيتهم ومستويات الاحتفاظ بهم، وزيادة قدرة المؤسسة على استقطاب الكفاءات والمواهب المختلفة، وتقليل الفجوة بين القطاعين الحكومي والخاص، بما يتعلق بسياسات العمل والمزايا المقدمة للوالدين، وتعزيز جاذبية العمل في القطاع الخاص للمواطنين، وتشجيع المؤسسات على تبني ثقافة الابتكار في بيئة العمل، وخلق بيئات عمل مستقبلية مبتكرة، والعديد من التأثيرات الإيجابية.
ويستعرض التقرير نتائج التحليل الشامل الذي تم إجراؤه على طلبات المشاركة ونتائج استطلاعات رأي الموظفين المقدمة من المؤسسات المشاركة من جميع أنحاء الدولة، وذلك في إطار الدورة الثانية للبرنامج التي انطلقت في الفترة من نوفمبر 2022 إلى مايو 2023. ويسلط الضوء على أهداف برنامج علامة الجودة، والدروس المستفادة والرؤى التحليلية المستنبطة من البرنامج، وأهم الإحصائيات والبيانات والأرقام حول الدورة الثانية من البرنامج التي تضمنت 75 مؤسسة مشاركة من 23 قطاعاً مختلفاً، وما يقارب 10000 مشاركة في استبيانات الموظفين من جميع أنحاء الدولة، مما أثر بشكل إيجابي على حياة أكثر من 48000 طفل، ونحو 1500 طفل من أصحاب الهمم.
ويكشف التقرير أيضاً مجموعة من الاتجاهات المهمة التي تقود انتشار أماكن العمل الداعمة للوالدين، ويقدم شرحاً مفصلاً عن الأثر الإيجابي والمزايا المقدمة للمستفيدين من البرنامج بدءاً من المؤسسات وأفراد الأسرة والمجتمع ككلويبرز «تقرير الأثر» أهمية سياسات وأطر العمل الداعمة للوالدين في ترسيخ دور المؤسسات في رسم ملامح مستقبل اقتصادي واجتماعي أكثر إشراقاً وازدهاراً، من خلال الارتقاء بواقع العمل إلى مكان أكثر مرونة يمكّن العاملين من تحقيق التوازن بين العمل والأسرة، ويسهم في تحقيق النتائج المرجوة من البرنامج.
أشاد سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، بالنجاح الذي حققه البرنامج منذ انطلاقته، مؤكداً أن النتائج التي تم تحقيقها تعكس نمو البرنامج والإقبال الكبير من قبل المؤسسات العاملة في الدولة على اكتشاف أهمية بيئات العمل الداعمة للوالدين والمشاركة في البرنامج، وصولاً إلى إحداث تغيير ملموس في ثقافة العمل داخل مختلف المؤسسات في الدولة، وتشجيعها على تبني أفضل الممارسات الداعمة للوالدين والمشاركة الفاعلة في تحقيق الرفاه المجتمعي.
وقالت سناء محمد سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، في حديثها إلى وسائل الإعلام: «نحن فخورون اليوم بالمرحلة التي وصلنا إليها منذ إطلاق برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين، والتجاوب الكبير من المؤسسات المستهدفة والتي تتمتع بوعي عالٍ ورؤية طموحة حول أهداف البرنامج ودوره في رسم ملامح بيئات العمل المستقبلية. وتعكس النتائج والإحصائيات المطروحة في التقرير دور البرنامج في إيجاد بيئات تمكّن الأفراد من التفوق مهنياً، وتحقيق التوازن على صعيد العمل والحياة الأسرية، بما يواكب توجيهات قيادتنا الحكيمة ويحقق أهداف وتطلعات البرنامج».
وأضافت: «يكمن أحد المخرجات المهمة للتقرير في إلقاء الضوء على عدد من التأثيرات الإيجابية لأماكن العمل الداعمة للوالدين والتي لا تقتصر على الوالدين العاملين وأطفالهم فحسب، بل تقدم مجموعة من الفوائد المهمة للمؤسسات والمجتمع الأوسع نطاقاً. وتتفق هذه الرؤية مع إيماننا في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بأن ضمان رفاه الأسر والأطفال هو طموح شامل يؤثر على كل جانب من جوانب مجتمعنا واقتصادنا. ولذا، فجميعنا مستفيدون من ذلك».
وفقاً للطلبات التي تلقتها «الهيئة» في الدورة الثانية، فإن 31 مؤسسة من أصل 75 مؤسسة قد بدأت بشكل استباقي في تحسين سياساتها أو تفكر بشكل فعال في مثل هذه التغييرات نتيجة لمشاركتها في برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين. ويؤكد هذا الالتزام المتزايد بين المؤسسات بإيلاء الأولوية لاحتياجات الآباء العاملين، مدعوماً بمشاركتها في برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين.
ووفقاً لهذه المؤسسات، فإن أهم المجالات التي أجرت فيها تحسيناً لسياساتها بسبب المشاركة في برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين تمثلت في إضفاء نسبة 39% من المؤسسات طابعاً رسمياً على الممارسات وتحويلها إلى سياسات. واعتماد نسبة 35% من المؤسسات سياسات عمل مرنة، و35% من المؤسسات عملت على تحسين مرافق الرضاعة أو ساعاتها، فيما عملت 22% من المؤسسات على تحسين إجازة الوالدية، بما في ذلك زيادة مزايا إجازات الأمومة والأبوة، ومزايا الإجازة الوالدية الخاصة، ومزايا الدعم في مراحل الإجازة.
يكشف التقرير عن عدد من الاتجاهات المهمة التي تقود انتشار أماكن العمل الداعمة للوالدين في جميع أنحاء الدولة، والتي تتضمن بروز التحول من الاعتماد على المزايا التي تقدمها المؤسسات للموظفين إلى المرونة الحقيقية والاختيار والتركيز الشامل على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية، وتزايد التركيز على قوة القيادة التنظيمية في دفع التغيير، والتفاني الاستباقي لضمان النجاح على المدى الطويل من خلال تضمين الممارسات الجيدة في السياسة المستدامة، حيث أفاد ما يقرب من نصف المؤسسات التي تقدمت بطلبات للمشاركة في الدورة الأولى من برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين، بأنها بدأت بشكل استباقي في تحسين سياساتها أو تفكر جدياً في إجراء تغييرات جوهرية نتيجة لمشاركتها في البرنامج.
وحسبما يبيّن التقرير، فإن الرحلة نحو تعزيز أماكن العمل الداعمة للوالدين هي بمثابة مسعى تطلعي ونهج عملي. كما يبرز التقرير الأهداف الاستراتيجية لبرنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين، والتي تجسد الالتزام بتشكيل مستقبل لا يكون فيه التكامل بين العمل والحياة الأسرية مجرد تطلع، بل حقيقة واقعة، وتسعى إلى إعطاء الأولوية للأسرة والطفل وإعادة تعريف مكان العمل والارتقاء به من خلال توفير المرونة والدعم النفسي وتوسيع نطاق الشمولية للأفراد العاملين مما يلبي حاجاتهم كوالدين وبالتالي إحداث تغيير حقيقي ودائم لصالح الجميع.
قد يهمك ايضاً
إقرأ المزيد