الإمارات فاعل رئيسي في مكافحة الجوع عالمياً
‎جريدة الإتحاد -
[unable to retrieve full-text content]

تفاقمت مشكلة الجوع عالمياً بشكل مقلق في السنوات الأخيرة، مما يهدد تحقيق هدف «القضاء على الجوع» بحلول عام 2030، كأحد الأهداف الرئيسية للتنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 2015 ضمن أجندة 2030، ويركز على إنهاء الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين التغذية، وتعزيز الزراعة المستدامة. وفقاً لتقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لعام 2024، يعاني نحو 733 مليون شخص من نقص التغذية، أي ما يعادل 8.2% من سكان العالم. علاوة على ذلك، يعاني حوالي 2.8 مليار شخص من «الجوع الخفي»، أي عدم القدرة على الحصول على غذاء صحي ومغذٍّ، بسبب ارتفاع الأسعار والضغوط الاقتصادية.
وتشير التوقعات إلى أن هذا العدد قد يصل إلى 582 مليون شخص بحلول عام 2030، مع تركيز كبير في أفريقيا، حيث يُتوقع أن يُشكل سكانها أكثر من نصف عدد الجائعين عالمياً.
وانطلاقاً من مسؤولياتها والتزاماتها الإنسانية والدولية، تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بدور حاسم في التصدي لمشكلة الجوع عالمياً، وفي هذا السياق، أكد ستيفن أندرسون مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي بدولة الإمارات، وممثل البرنامج لمنطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن دولة الإمارات شريك راسخ في مكافحة الجوع على المستوى العالمي، وقال في حوار صحفي نشر مؤخراً إن الإمارات ومن خلال شراكاتها الاستراتيجية، ونهجها المبتكر، وبرامج بناء القدرات، ودعمها المالي، تؤكد التزامها القاطع بإنقاذ الأرواح وبناء مجتمعات قادرة على الصمود، كما تجسّد ريادتها في الجهود الخيرية نموذجاً لتقديم الإغاثة العاجلة والحلول المستدامة.
وتقوم دولة الإمارات بهذا الدور الحاسم في مكافحة الجوع على الصعيد الدولي من خلال مجموعة من المبادرات الإنسانية والتنموية، حيث تُعد الإمارات شريكاً رئيسياً لبرنامج الأغذية العالمي، حيث تُدار من دبي مستودعات الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية، التي أرسلت منذ بداية العام 2025 أكثر من 264 شحنة إلى 77 دولة، بوزن إجمالي بلغ 3 ملايين كيلوغرام وبقيمة تجاوزت 18 مليون دولار، كما خصصت الإمارات في نوفمبر 2024 مبلغ 100 مليون دولار عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية لدعم هذا التحالف، تعزيزاً لجهود التنمية والسلام والازدهار، ويندرج ضمن هذه المبادرات، كذلك إطلاق أول مركز إقليمي للتميز للأمن الغذائي، والذي تم إطلاقه بالتعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو»، والذي يُتوقع أن يقوم بدور محوري في دفع الابتكار والتحول الاستراتيجي في نظم الغذاء على مستوى المنطقة، كما يؤكد الدكتور كيان الجاف، رئيس بعثة المكتب شبه الإقليمي الفرعي لدول مجلس التعاون واليمن في منظمة «الفاو».
وتُعد المساعدات الإنسانية الخارجية التي تقدمها دولة الإمارات عنصراً أساسياً في مكافحة مشكلة الجوع وعاملاً جوهرياً في التصدي للكوارث والطوارئ والأزمات الطبيعية في مناطق مختلفة من العالم، وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالي هذه المساعدات التي قدمتها الإمارات منذ تأسيسها وحتى منتصف عام 2024 قد بلغ أكثر من 368 مليار درهم إماراتي، استفاد منها أكثر من مليار شخص في 206 دول حول العالم. وتشكل المساعدات التنموية، ومنها تمويل مشاريع في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية جانباً مهماً من المساعدات الإنسانية لدولة الإمارات، لأنها تتجاوز مجرد تقديم الدعم الفوري وتستهدف تحقيق التنمية المستدامة وتمكين المجتمعات من الاعتماد على نفسها على المدى الطويل.
وتُنفذ هذه المساعدات من خلال أكثر من 40 جهة تعمل داخل دولة الإمارات، بما في ذلك مؤسسات حكومية، ومؤسسات خيرية وإنسانية، ومنها: هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.
تُجسد دولة الإمارات نموذجاً رائداً في العمل الإنساني، وتمتد جهودها لتشمل تقديم المساعدات الغذائية الطارئة إلى دعم برامج الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في الدول النامية، مع التركيز على تمكين المجتمعات المحلية في هذه الدول، وتؤكد هذه الجهود التزام الإمارات بمكافحة الفقر والجوع، وتعكس رؤيتها الإنسانية لبناء عالم أكثر عدلاً واستقراراً لجميع الشعوب.

*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.



إقرأ المزيد